“الأب”.. فيلم يختزل الواقع السوري بـ “داعش”
عرض الفيلم السوري “الأب”، أمس 22 كانون الأول، في سينما سيتي بدمشق، والذي يحكي قصة أب وعائلته، يعيشون الموت بمنطقة تقع تحت سيطرة تنظيم “الدولة” في سوريا.
أنتج الفيلم من قبل “المؤسسة العامة للسينما”، برعاية شركة الاتصالات “سيرياتيل” المملوكة لابن خالة الأسد رامي مخلوف، وأخرجه باسل الخطيب، وجسد فيه الممثل أيمن زيدان دور الأب، بصحبة مجموعة من الممثلين، في حين كانت موسيقى الفيلم لسمير كويفاتي.
لم يكن هذا العرض الأول لأفلام المخرج باسل الخطيب برعاية “سيرياتيل”، إذ سبقه فيلم “سوريون”، والذي حصد عنه “جائزة أفضل مخرج عربي”، في “مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي”، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، كأفضل فيلم في “المهرجان الدولي لسينما المقاومة” بطهران.
ومن جانبه، نشر الفنان أيمن زيدان في صفحته الشخصية عبر “فيس بوك”، قائلًا ” قبل كل شيء شكرًا لوطن مازال فيه فسحة أن نحلم ونصنع سينما طموحة، ولشعب مازال يصر على أن يمارس ثقافة الحياة، بإصرار مدهش”.
وقال زيدان عن لحظة عرض الفيلم “إن حزنًا عارمًا غمرني، حزن بدده إصرار الأب على أن يحمل وطنه في قلبه، شكرًا صديقي المبدع باسل الخطيب”.
اجتمع كل العالم على شرعية مواجهة تنظيم “الدولة” بشتى الوسائل، واعتُبر إرهابًا يهدد البشرية، لتأتي معظم الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على معاناة السوريين، وتختصرها بمناطق سيطرة تنظيم “الدولة” فحسب، لتكون بذلك المناطق السورية المنكوبة والمتعرضة لحرب مختلفة الجبهات، منسية ومغيبة عن التجسيد الفني.
أنتجت السينما السورية مؤخرًا مجموعة من الأفلام، منها: فيلم “فانية وتتبدد” للمخرج نجدت إسماعيل أنزور، والمخرج باسل الخطيب بثلاثية أفلام “الأم” و”سوريون” و”مريم”، وفيلم “رسائل الكرز” للممثلة سلاف فواخرجي، وللمخرج المهند كلثوم فيلم “ياسمين” وغيرها.
تحدث أنزور في فيلم “فانية وتتبدد” عن إجرام تنظيم “الدولة”، دون أن يتجرأ على توسيع دائرة الأحداث لتشمل كل أطراف الحرب السورية، وجعل من العسكري السوري و”نظام الأسد” أبطال القضية السورية و”حماة الديار”.
فيما جسدت أفلام المخرج باسل الخطيب المرأة السورية والحرب، دون أي إشارة لما يعانيه الشعب السوري في الداخل، من قمع وقصف وتهجير من قبل النظام الراعي للسينما الحالية، وما عانته المرأة السورية من أوجاع فقد أبنائها في معتقلات النظام أو شهداء القصف والقنص منهم.
أما فيلم “رسائل الكرز”، فلم يقترب من الأحداث السورية إطلاقًا، إلا أنه فضل عزف السمفونية التقليدية لبطولات وأحداث السوريين في الجولان، ليقدم قصة حب حدثت هناك.
وجاء فيلم “ياسمين” للمخرج المهند كلثوم، والذي تناول فيه أطفال الحرب وتدميرها لهم، ولأحلامهم ومستقبلهم، مصورًا “الجيش السوري” بوابة لـ”حياة آمنة”.
وظهر تنظيم “الدولة” في عدد من الأعمال العربية والعالمية، مثل مسلسل “حواري بوخارست”، الذي تطرق لقضية انضمام الشباب لهذا التنظيم، ويحكي عن طبيب صيدلي سافر إلى سوريا للانضمام إليه.
كما تقدم الفنانة التونسية هند صبري فيلم “زهرة حلب”، يتناول الفيلم قضية استغلال البشر عن طريق الدين، عبر رحلة إنسانية شاقة تقوم بها البطلة، وهي أم من تونس ذهب ابنها للقتال في سوريا.
وفي مصر تم الإعلان عن عرض فيلم “دعدوش” خلال موسم عيد الأضحي، يتناول قضية تنظيم “الدولة” من منظور كوميدي.
ومن جانب الأعمال الخليجية، تطرق المسلسل الرمضاني “سيلفي”، إلى موضوع تنظيم “الدولة”، من خلال تجسيد الفنان ناصر القصبي لدور الأب الذي سافر إلى سوريا بحثًا عن ابنه الملتحق بتنظيم “الدولة”، وينتهي العمل بقتل الابن لوالده.
وفي هوليوود، يصور النجم برادلي كوبر، عبر شركته “JOINT EFFORT”، حلقات عن تنظيم “الدولة”، مستندة بذلك، على كتاب “الرايات السود وصعود داعش”، لجوبي واريك، يستعرض تاريخ التنظيم، انطلاقًا من أحد السجون الأردنية وصولاً إلى تمدده في سوريا.
وأعلن كوبر في معرض كلامه عن المشروع، “إننا نريد تعريف الناس بهذا التنظيم، حتى لا تبقى المعلومات المتداولة حوله مجرد استنتاجات وشائعات، لا تستند إلى أسباب منطقية”.
بهذا تكون الأعمال الفنية، صبت غضبها على تنظيم “الدولة”، متحيزة لتجسيد “إرهاب التنظيم”، لتغض البصر عن الأسد وحلفائه، الطائفيين أو الإقليميين.
وفي سياق السينما العالمية، رسم الممثل العالمي جورج كلوني، منحى جديدًا لتجسيد الواقع السوري في السينما، إذ سعى مؤخرًا إلى تقديم فيلم روائي عن أصحاب “الخوذ البيضاء”، منقذي أرواح المدنيين من تحت الأنقاض في سوريا.
وبحث كلوني مع المنتج الأمريكي، غرانت هيسلوف، إمكانية تطوير الفيلم الوثائقي الذي أنتجته شركة “نيتفليكس” عن أصحاب “الخوذ البيضاء”، وتحويله إلى فيلم روائي.
خمس سنوات وأكثر، والحرب السورية مازالت مندلعة، إلا أن الكاميرا التي نقلت الأحداث للعالم، لم توثقها بموضوعية ترقى للحضور في دور السينما.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :