مالك عبد المجيد – إدلب
مع بداية شهر أيلول 2013 اختتمت العملية الامتحانية لطلّاب الشهادتين في المناطق «المحرّرة» والمخيمات السوريّة في أول امتحان من نوعه، نظمته مديرية المعارف والتعليم بمحافظة إدلب، بدعم من مكتب التربية والتعليم في الائتلاف الوطني، في خطوة أعادت روح التعليم والمدرسة لطلاب الشهادتين بعد حرمانهم منهما لعامين. العملية الامتحانية هذه قابلها الأهالي في إدلب بالرضا والدعم المعنوي منذ اللحظات الأولى وحتى آخر يوم فيها.
عنب بلدي زارت أحد المراكز الامتحانية والتقت بالقائمين على الامتحانات هناك، كما التقت بمجموعة من الطلاب.
وأفاد المدرس علي عبد المجيد، أمين سر أحد المراكز الامتحانية ومدير المكتب الإعلامي بمديرية المعارف والتعليم، بأن عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحانات بلغ حوالي 7000طالب لشهادة التعليم الأساسي و3200 طالب لشهادة التعليم الثانوي بفرعيها العلمي والأدبي، وزعوا على 27 مركزًا امتحانيًا في كافة أنحاء المحافظة. وأضاف: «بعد انتهائنا من العملية الامتحانية قمنا بتجهيز مركزين من أجل تصحيح الأوراق وذلك بعد مناقشة سلالم التصحيح في تركيا من قبل لجان مختصة وتوزيعه على المدرسين المصححين، وتحرينا في اختيارهم القدم والخبرة حيث أن معظم المدرسين هم من الذين تم فصلهم من عملهم من قبل وزارة التربية بقرارات تعسفية». وعن الجانب المالي وفي تغطية مصاريف العملية الامتحانية قال السيد عبد المجيد: «القائمون على الامتحانات والتصحيح لم يتقاضوا أي مبلغ حتى الآن، وتكفلت مديرية المعارف والتعليم بتغطية جزء من المصاريف، بينما قام الطلاب بتسديد رسوم الاشتراك قبل التقدم للامتحانات».
كما أوضح السيد عبد المجيد أن نتائج تصحيح الأوراق ستصدر في وقت قريب، وبعدها يُعطى كل طالب نتيجته وبموجبها يتقدم بمفاضلة للمقاعد الجامعية التي منحتها كل من تركيا والأردن وبعض الدول الأوروبية للطلاب السوريين عبر الائتلاف السوري، هذا بالنسبة لطلاب شهادة الثانوية العامة. أما بالنسبة لطلاب شهادة التعليم الأساسي فمن المقرر تجهيز مدارس في المناطق المحررة لاستكمال دراستهم.
وفي لقاء مع عدد من الطلاب حول انطباعاتهم عن الامتحانات، عبر أحمد، الطالب في شهادة التعليم الأساسي، عن رضاه عن العملية وأشاد بالمراقبين الذين «تعاملوا معنا كآباء وأخوة لنا» كما أشاد بالجيش الحر الذي كان يحمي المركز الامتحاني طيلة فترة الامتحانات، وقال أن الأسئلة: «كانت تتناسب مع الواقع التعليمي الذي عايشناه هذه الفترة».
وهذا ما أكدته فاطمة، الطالبة في الثانوية العامة، والتي قالت: «جرت الامتحانات بشكل ممتاز ولم نكن خائفين سوى من قصف وهمجية النظام واستهداف المدارس، وبشكل عام كانت الأسئلة جيدة والمراقبون متمرسون وكان الجيش الحر يحمينا».
آراء الطلاب كانت قريبة من آراء أهاليهم، كونهم نقلوا لهم الصورة والواقع الذي عاشوه طيلة أيام الامتحانات. يقول أبو أحمد، والد أحد طلاب شهادة الثانوية: «أنا سعيد لأن ابني كان يعود بعد كل مادة مسرورًا من المدرسين والجيش الحر والأسئلة وأنا الآن مثل ابني أنتظر نتيجة الامتحانات».
وعن حالات الغش أثناء الامتحانات، أكد المدرس عرفان، أحد القائمين على عملية التصحيح لعنب بلدي، أنه لم يلحظ أثناء تصحيحه أية حالة غش من حيث تشابه الأوراق، «وهذا ما أكده زملاؤنا أثناء المراقبة».
ويشاطر المدرس أيمن زميله عرفان الرأي، إذ يؤكد أنه لم يضبط حالات غش في أوراق امتحانات شهادة التعليم الأساسي، وهو مالم يعهده في امتحانات وزارة التربية السورية، وبرأيه فإن هذا يدل على «الالتزام واحترام الجو الامتحاني». ويشيد أيمن بمستوى الطلاب بشكل عام ويعتبر أن الإجابات كانت «جيدة على العموم».
طلاب الشهادتين، بشقيها العلمي والأدبي، جمعتهم امتحانات المناطق المحررة، ويجمهم الآن انتظار إصدار النتائج ليرسموا ملامح المستقبل الذي حرمهم منه نظام الأسد وأتاحه لهم الائتلاف السوري ومؤسسات أخرى في الداخل.