أحمد الشامي
يضرب أو لا يضرب؟ هل هي ضربة «تأديبية» أو «مسرحية»؟ ماذا سيكون تصويت الكونغرس؟ وبماذا سيرد «بوتين»؟
كل هذه اﻷسئلة تصب في اتجاه واحد مؤداه «انتظار الفرج من الخارج» وهي تفاقم الشعور بالعجز خاصة بعدما انتقل العدو اﻷسدي وداعميه إلى استعمال أسلحة اﻹبادة الشاملة.
سواء وقعت الضربة أو لم تقع وسواء كانت «وخزة دبوس» أو أكثر من ذلك بقليل، من الواضح أن لا أحد يريد إسقاط اﻷسد غير السوريين الثائرين.
الغرب الذي يعرف أن للثوار السوريين أهدافًا مختلفة عن أهدافه، يأخذ في الحسبان طريقة استفادة الثوار من الفترة التي تسبق الضربة، وسيكون مدى الضربة وفاعليتها رهنًا بالنتائج التي سيخلص لها محللو البنتاغون.
الوقت الراهن هو أنسب وقت للاستفادة من حالة الرعب التي تعتري النظام والاستفادة من تحركاته الفوضوية المتأتية عن خوفه من الضربة، وهي فرصة قد لا تتكرر.
ثوار القلمون أدركوا هذا فانتقلوا إلى مرحلة الهجوم مستفيدين من تحرك اللواء 81 إلى داخل مدينة دمشق فاحتلوا المواقع التي أخلاها جيش الاحتلال اﻷسدي. ثوار آخرون استفادوا من خروج قوات العدو لمهاجمتها خارج مواقعها المحصنة في حين تمكن آخرون من تحرير بعض اﻷسرى.
تبدو فترة «ما قبل الضربة» أشبه بمرحلة اختبار لسلوك الثوار السوريين، فاﻷسد، الواقع تحت رقابة مشددة حاليًا، لا يجرؤ على ارتكاب مجازر واسعة ولا استعمال الكيماوي «في انتظار قرار الكونغرس»، وهو ما يعطي الثوار أفضلية تكتيكية ولكنه يضعهم في نفس الوقت، تحت المجهر اﻷمريكي.
إن تصرف الثوار بمسؤولية عالية وتبين أن لديهم قيادة موحدة قادرة على ضبط اﻷوضاع في حالة تدهورت اﻷمور بعد الضربة بما يسمح بانتقال سلس للسلطة ودون الكثير من الفوضى، فإن هذا سيكون في صالح القيام بضربة قد تودي بنظام اﻷسد دون الخوف من فوضى عارمة تتبع سقوط النظام.
في المقابل، إن عجز الثوار عن الاستفادة من اهتزاز النظام وتبين عدم قدرة قياداتهم على القيام بخطوات منسقة وعلى التناغم فيما بينها، فسيكون هذا مبررًا للتخفيف من أثر الضربة على النظام أو حتى إلغائها، في انتظار نضوج بديل مقبول.