عنب بلدي – العدد 81 – الأحد 8-9-2013
قام رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا بزيارة إلى ألمانيا لتوقيع اتفاق بين الجانبين ينص على إنشاء صندوق لدعم عملية إعادة الإعمار في سوريا وبشكل خاص في المناطق المحررة، الخارجة عن سيطرة النظام والخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتم توقيع الاتفاق يوم الاثنين 2 أيلول 2013 حيث قام بالتوقيع عن الجانب السوري السيد أحمد الجربا بصفته رئيس الائتلاف السوري، ووقع العقد عن الجانب الألماني وزير الخارجية، السيد غيدو فسترفيلله.
وتنص الاتفاقية، وفق تصريحات الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية «أندرياس بيشكه»، على تقديم مبلغ يقدر بــ 20 مليون يورو يمنح للائتلاف للبدء بإعادة تأهيل وإعمار المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة النظام، وأضاف أن هذا المبلغ يساهم به كل من ألمانيا والإمارات العربية المتحدة ولكنه لم يذكر نسبة مساهمة كل من الدولتين فيه. وقد تم تكليف البنك الحكومي الألماني KfW بالإشراف على العقد وعملية التمويل.
ولم يشر تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية إلى تاريخ بدء تنفيذ الاتفاق والمباشرة بعملية إعادة الإعمار، كما لم يتطرق البيان أيضًا إلى الخطة الزمنية الموضوعة لتنفيذ العقد، ولكنه أشار إلى أن أولويات الإنفاق ستعطى لإعادة بناء وتأهيل البنية التحتية من طرقات وشبكات مياه ومشافي وخدمات صحة.
وصرحت وكالة «رويترز» أن وزراء خارجية 11 دولة من ما يسمى «مجموعة أصدقاء سوريا» ستعقد اجتماعا يوم الأحد 8 أيلول في العاصمة الإيطالية روما، ويرجح أن يدرس الاجتماع خطوات مماثلة للعقد الموقع بين الائتلاف وألمانيا للبدء بعملية إعادة الإعمار، ومن بين هذه الدول فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بالإضافة إلى مصر والسعودية.
ويذكر أنه تم عقد العديد من المؤتمرات لمناقشة وضع الاقتصاد السوري وتأمين الدعم الضروري والمطلوب للنهوض به بعد سقوط النظام. ومن بين هذه المؤتمرات، المؤتمر الذي عقد في العام الماضي 2012 بمدينة دبي في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) تحت عنوان «الشراكة للاستثمار في سوريا المستقبل» بحضور أكثر من 500 شخصية من السياسيين وصناع القرار وعدد من الخبراء، لمناقشة فرص وإمكانية وسبل بناء الاقتصاد السوري وإعادة تأهيله، وقدم المؤتمر وعودًا بتقديم مبلغ يتجاوز خمسة مليارات دولار لتمويل عملية إعمار سوريا بعد سقوط النظام.
ويقدر عدد المباني المدمرة في سوريا، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بحوالي 2.365 مليون مبنى متضرر بدرجات متفاوتة. وتقدر الشبكة تكلفة إعادة إعمار هذه المباني بمبلغ 35 مليار دولار، وتحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل لإعادة البناء. بينما تقدر التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار سوريا وتعويض المتضررين، بحسب اقتصاديين سوريين، بمبلغ 60 مليار دولار. في حين يعتبر الباحث الاقتصادي محي الدين قصار أن هذا المبلغ متواضع جدَا، إذ وصلت تقديرات بعض الباحثين إلى 200 مليار دولار.