أبو سلمو..(قائد كتيبة أسود التوحيد في داريا) في حوار سريع مع عنب بلدي

  • 2013/09/08
  • 3:30 م

معتز مراد

لا تزال الثورة السورية تحتفظ بعدد كبير من رجالها الذين آثروا العمل في الظل بصمت وإخلاص، بعيدًا عن كل العدسات والمنابر الإعلامية، … ولا تزال مدينة داريا التي قدمت أجمل النماذج في هذه الثورة تحتفظ بعدد كبير من هؤلاء والذين كانوا بدورهم أمثلة تحتذى في الوعي والالتزام الأخلاقي والتنظيمي.

أبو سلمو، ابن داريا والجندي المنشق عن الجيش النظامي. خاض تجربة الحرب في بابا عمر والغوطة الشرقية، وهو حاليًا قائد أكبر كتيبة عسكرية في المدينة، كتيبة أسود التوحيد التابعة للواء شهداء الإسلام في المجلس المحلي بداريا. حجم كتيبته لم يمنعه من الخضوع لسلطة المخفر في المجلس، بل كان مثالًا يُحتذى، حين اعترف هو وجميع قادة الكتائب في اللواء بالسلطة القائمة وخضع مع مرؤوسيه إلى سلطتها، في حين يعالج قادة كتائب وألوية أخرى في سوريا مشاكلهم بأيديهم، يعيّنون ويعزلون من يشاؤون، حسب مزاجهم ومصالحهم.
الناشط معتز مراد أجرى حوارًا سريعًا ومقتضبًا مع أبو سلمو، والذي رفض أن نلتقط له أية صورة للنشر، تحدث فيها لعنب بلدي بصراحة وشفافية ملحوظة عن رؤيته للعمل العسكري والتنظيمي في المدينة، وعن نظرته لمستقبل البلاد.

س: منذ عدة أيام قمتَ بالذهاب إلى المخفر وتقديم شكوى، لماذا؟
ج: نعم، حصلت مشكلة في الطعام الذين يقدمه المطبخ، فذهبت إلى أبي جمال قائد اللواء، وطلبت منه تقديم شكوى نظامية، وأخذنا عينة من الطعام إلى المخفر، وننتظر حاليًا نتيجة الفحص بعد أن اطّلعت لجنة من المشفى على العينات.

س: لماذا كل هذه الإجراءات؟ لماذا لم تعاقب المخطئين فورًا وأنت قائد أكبر كتيبة في داريا؟
ج: نحن جيش، وعلينا التعامل كجيش محترم، وعملنا محصور على الجبهات. وننسق مع المجلس المحلي في هذه الأمور، فهو المخول بتشكيل لجنة لحل مثل هذه القضايا والإشكاليات. وإذا تدخل الجيش بكل أمر فسوف تفسد الأمور كلها.

س: سمعت سابقًا أنك قلت أنك إنسان مدني، وسوف تضع السلاح جانبًا عندما تنتهي الثورة وتعود إلى حياتك الطبيعية، ماذا تقول الآن؟
ج: تراجعت عن كلامي السابق، فأنا الآن عندي طموح كبير، وهو بناء دولة تعيش بكرامة وعزة في المستقبل ومن دون ذل. ووظيفة الجيش الحر فيها أن يحمي سوريا وأن يجعلها حرة كريمة، وأن يدافع عن الشعب بكل أطيافه مهما كان إنتماؤهم.

س: ماهو رأيك بدور المخفر؟
ج: دور المخفر ممتاز، ولكنه بحاجة لدعم أكبر من المجلس والجيش الحر.

س: ماهو رأيك بالجيش الحر في داريا؟
ج: الجيش الحر في داريا أثبت أنه على قدر الأمانة بشكل كامل. حيث يزداد التنظيم وضبط المقاتلين. وغالب المنتسبين للجيش الحر في لوائنا عندهم الوعي الكافي.

س: هل الجيش الحر هو سبب دمار داريا؟
ج: عندما دخل جيش التتار والمغول ودمروا حلب، لم يكن الحلبيون  من دمروا مدينتهم، وعندما سلّم حاكم مدينة أخرى مدينته لهولاكو، ودخلها الأخير ودمرها، فليس الأهالي هم من دمروا مدينتهم. ليس من المعقول أن نرضى بالذل. من دمر داريا ويستمر في تدميرها هو جيش النظام.

س: هل تتمنى لو لم تحصل الحرب؟
ج: هذه ليست حرب، هذه صحوة، سوريا يحكمها قطيع من الذئاب، الذل والقهر والفساد الأخلاقي. في الماضي كان الواحد يُعتقل لمدة 20 سنة من دون أن يَعرف أحدٌ عنه شيئًا، ولا مانع اليوم  أن يموت 150 ألف إنسان في سوريا ليعيش 24 مليون بعزتهم وكرامتهم. المهم أن يعيشوا إسلامهم الصحيح، ويعيش الشعب السوري بكل طوائفه بسلام.

س:هل على الجيش الحر أن يتدخل بشكل النظام السياسي في سوريا أو بشكل الدولة؟
ج: الشعب هو من يحدد ذلك، ولكننا سنسعى لحكم إسلامي حقيقي، وعلى النظام المستقلبي أن يسمح لكل مكونات الشعب بالدعوة والعمل كما تريد ومن دون رقابة. وإن تمّ منعنا فربما نقوم بثورة جديدة. سوف ندعو الناس للإسلام الوسطي، فالله يقول: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا.

س: ذكرت الطوائف الأخرى، كيف تتصور طبيعة التعامل في المستقبل مع مكونات الشعب السوري؟
ج: عليهم ماعلينا ولهم مالنا. ولكن على الدستور أن يسمي رئيس الدولة رئيس مسلم، طالما أن الأغلبية في سوريا مسلمة. فغالب دساتير الدول في العالم تقرر أن الرئيس يجب أن يكون من الأغلبية.

مقالات متعلقة

لقاءات

المزيد من لقاءات