نشر الكاتب الألماني كتابه “قوة الآن” أواخر تسعينيات القرن الماضي، وترجم إلى 33 لغة، وبقي من ضمن أفضل الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات.
وهو يضم أفكارًا خطرت لإيكارت تول عقب تجربة روحية عميقة، توصّل فيها إلى أنه لم يعد قادرًا على الاستمرار مع نفسه لمدة أطول.
يتركز الكتاب حول أهمية اللحظة الراهنة للإنسان، إذ يعيش معظم البشر إما في ذكريات الماضي، أو هموم المستقبل، وقلّة من يدركون الكنز الحاضر بين أيديهم، والمتمثل في اللحظة الراهنة.
في مقدمة الكتاب، يشرح إيكارت تجاربه السابقة مع القلق المستمر، والاكتئاب الشديد نتيجة للفراغ، لينتقل في الفصل الثاني إلى أن الوعي هو الطريق الوحيد للخروج من الألم، وفيه يتناول دور العقل في تعاسة الإنسان، عن طريق سيطرة العقل وهيمنته، والتفكير المستمر، وهو ما يستنزف طاقة الإنسان وحيويته.
في الفصل الثالث من الكتاب يحاول إيكارت تول الانتقال بالقارئ إلى اللحظة الراهنة، من خلال تحكم الإنسان بعقله وبسيل الأفكار فيه، وممارسة دور المشاهد الخارجي لها والانفصال عنها.
أما في رابع فصول الكتاب، يشرح الكاتب استراتيجيات العقل للهروب من اللحظة الراهنة وتجنبها، وهكذا يمضي خلال الفصول التالية متعمّقًا في النفس الإنسانية، ومرافقًا القارئ في رحلة البحث عنها خارج العقل وأفكاره وأحكامه المسبقة.
يقع الكتاب في حوالي 200 صفحة مقسمة إلى عشرة فصول، ويتوفر باللغة العربية بترجمتين، لمؤيد يوسف حداد- طبعة دار علاء الدين، وحسين محمد- طبعة دار الخيال، وترجمة الأخير أجود.
اقتباسات من الكتاب:
“يفني معظم الناس أعمارهم كاملة منتظرين اللحظة التي يبدؤون فيها الحياة”
“حيث يوجد الغضب، فإنه يخفي تحته الألم، على الدوام”.