هل تصلح ثورة “فيفا” في 2016 ما أفسده “بلاتر” في كرة القدم؟
كان عام 2016 مليئًا بالبطولات والأحداث الكروية والمفاجآت الرياضية، ليست نهايتها تزعّم نادي ليستر سيتي الدوري في إنكلترا وفوز البرتغال باليورو.
هذا على صعيد الإنجازات، ولكن ما حمله العام من خيبات أمل وفضائح أكبر بكثير من الإنجازات التي حققتها الأندية أو المنتخبات أو اللاعبين على المستوى الشخصي، وأخذت كرة القدم العالمية إلى منحىً آخر منذ بداية العام الماضي، تجسد في فتح ملفات قديمة ونفض غبارها، ليقع ضحيتها أعلى الشخصيات على المستوى الرياضي في العالم، بلاتر وبلاتيني، وانكشفت فضائح كانت جمالية اللعبة والتفكير بالنتيجة على المستطيل الأخضر قد أخفتها سنوات عديدة.
“فساد ووثائق بنما“
حكاية فساد أكبر مؤسسة كروية في العالم “فيفا”، لم تكن حدثًا عابرًا في عام 2016، فعلى أقل تقدير ستدفع الخلفاء إلى السعي بـ “سراج وفتيلة” إلى تحسين صورة المؤسسة، وإعادة الهيبة لها وكسب رضا المؤسسات والاتحادات الكروية الصغيرة، وهذا النهج بالفعل الذي يتبعه إيفانتينو، الرئيس السويسري الحالي لـ “فيفا”.
وثائق “بنما” جاءت صادمة لمن توقع أن كرة القدم التي نشاهدها على الشاشات تخفي وراءها روحًا رياضيةً، تسهم في تطورها وإيصالها إلى أكبر قدر من الجماهير حول العالم.
فقد نصت وثائق بنما، التي سربت عبر مكتب المحاماة البنمي، ونشرت عبر صحيفة “زود دويتشه” الألمانية، أن اثنين من أسماء كبار عالم الكرة، أحدهم على الصعيد الإداري وهو بلاتيني، والآخر اللاعب ليونيل ميسي، متهمان بالتهرب الضريبي، إلى جانب 20 لاعبًا يلعبون في برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد.
واعتبرت هذه الوثائق تحديًا واضحًا لـ “فيفا”، إذ كان نصيبه أربعة أسماء من 16 في الهيئة التنفيذية من الشخصيات الواردة أسماؤهم في الوثائق.
بلاتر صاحب الثمانين عامًا، لم يعد يقوى على مواجهة معارك أخرى، بعدما حظي بنفوذ غير مسبوق في عالم الكرة، فكانت 2016 نهاية مسيرته في عالم كرة القدم، على خلفية تهم فساد عديدة وجهت له كانت أبرزها مليونا دولار أمريكي دفعها لبلاتيني مقابل خدمة استشارة غير مبررة بعقد، واعتبر بذلك بحسب محكمة “فيفا كاس” أنه خالف قانونًا من الأخلاقيات.
والملفت أن بلاتر استسلم للحكم ولم يستأنف، في إشارة إلى إقراره بفظاعة ما ارتكبه، ورضخ لقرار لجنة الأخلاق بإيقافه لثمانية أعوام عن ممارسة أي نشاط يرتبط بكرة القدم، تم تقليصها لأربعة فقط، ما أدى أخيرًا إلى تنحيه مرغمًا عن منصب رئيس الكرة في العالم، منذ 1998.
بنظرة إلى عالم الرياضة في أروقة الفيفا، أو الاتحادات الرياضية، أي بمعنى آخر بعيدًا عن التسعين دقيقة في أرضية الملعب، نراها مختلفة تمامًا عما تظهر عليه في التلفاز، فربما آلت إلى انفصال بين اللعب فوق المستطيل الأخضر وتحت الطاولة.
“فيفا” بعد بلاتر
يظهر من تحركات الإدارة الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم، أنها تسعى لإيجاد أفكار جديدة، وتوسيع دائرة البطولات الدولية لتشمل العديد من البلدان، إذ أقيمت بطولة يورو 2016 بناء على وعد بلاتيني للاتحادات الفقيرة في خطته الانتخابية عام 2007، عندما وعد فيها بزيادة الفرق إلى 24، ما منح فرصة لكل من سلوفاكيا وإيسلندا وويلز وإيرلندا الشمالية وألبانيا للمشاركة في العرس الأوروبي، وكانت يورو 2016 استثنائية وتحديًا كبيرًا فيما إذا كانت ستنجح بهذا النظام الجديد أم لا.
كما يسعى إيفانتينو إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم وكان قد صرح سابقًا أن لديه خطة ليصل عدد المنتخبات التي ستلعب في كأس العالم إلى 40 بحلول عام 2026، ويسعى من خلال ذلك بحسب تصريح نشرته “رويترز” إلى فتح الفرصة أمام الاتحادات الفقيرة للمشاركة في النهائيات التي لم يحلموا بها في تاريخهم، وسيهدي مقعدًا إضافيًا لأمريكا ليصبح نصيبها خمسة منتخبات، من أصل 40 منتخبًا، بعد أن كان العدد الكلي للمنتخبات المشاركة 32، بينما لم يكشف عن كيفية توزيع المقاعد الثمانية الإضافية.
ويدرس الاتحاد الدولي بتوجيه من إيفانتينو، زيادة عدد الفرق المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية التي تقام كل عام، إذ ذكرت صحيفة “آس” الإسبانية، أن التعديلات التي تشهدها البطولات الدولية والقارية، ستطول أيضًا منافسات بطولة كأس العالم للأندية، بزيادة عدد الفرق المشاركة بها إلى 16 ناديًا، بعد أن كانت المشاركة تقتصر على ستة فرق فقط، وتقام على هامش مسابقات كرة القدم في نهاية كل عام.
كما يتجه السويسري نحو منح إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وألمانيا أربعة مقاعد إضافية في مسابقة دوري أبطال أوروبا ابتداءً من 2018.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :