تجربة جديدة لـ “القبعات البيض” في الوعر بمشاركة نسائية

  • 2016/12/18
  • 1:15 ص
عناصر الدفاع المدني في حي الوعر- 15 كانون الأول 2016-(عنب بلدي)

عناصر الدفاع المدني في حي الوعر- 15 كانون الأول 2016-(عنب بلدي)

حمص – جودي عرش

من سيارة نقل محروقات إلى سيارة إطفاء، ومن آليات للنقل إلى سيارات الإسعاف، هكذا يبدأ فريق “القبعات البيضاء” المكون من 56 عنصرًا عمله في حي الوعر المحاصر.

بدعم من مجلس محافظة حمص الحرة، بدأ فريق الدفاع المدني أعماله في حي الوعر المحاصر، بعد ازدياد وتيرة القصف من قبل قوات النظام، وحاجة الحي لفريق مختص يسعف الجرحى.

عنب بلدي تحدثت مع مدير الدفاع المدني في حي الوعر، نضال أبو رامز، فيما يتعلق بعمل الفريق والدعم الذي يتلقاه، خاصة مع الحصار الذي يتعرض له الحي.

يقول نضال إن فريق الدفاع المدني يتلقى دعمه من قبل مجلس محافظة حمص الحرة،  والذي جعله أحد المكاتب التنفيذية له، وقدم له كافة الآليات والمستلزمات، وضمت ثلاث سيارات إسعاف، وسيارة إطفاء وسيارة خدمة، ومولدة بنزين، وصندوق عدد يدوية، إضافة إلى ثلاث آليات حفر (كومبريسا)، وألبسة وأحذية مخصصة لفريق الإطفاء.

يعمل الفريق في ثلاثة مراكز، ويتكون من 47 متطوعًا مثبتًا، وتسعة متطوعين بشكل مجاني، يتابع نضال، “هذا العدد لا يكفي بالرغم من مساحة الحي الصغيرة، فالحي يحوي كثافة سكانية كبيرة، ويحتاج إلى عناصر وآليات، خاصة مع انعدام كافة الإمكانيات في ظل الحصار”.

ولا يسلم عناصر الدفاع المدني من الإصابات والمخاطر، التي قد تودي بحياتهم خلال عملهم في المناطق المحررة، إذ تعرضوا لإصابات عديدة أودت بحياة بعضهم وسببت عجزًا كليًا للآخرين، كصفوان المصري الذي أصيب برصاصة قناص في بطنه، ومايزال إلى اليوم على رأس عمله، والشاب محمود الذي تعرض لإصابة في عموده الفقري تسببت بشلل في الأطراف السفلية، إضافة إلى محمد الدويري الذي تعرض لإصابة في القدم، ما أدى لإصابته بكسر وعجز.

عنصر نسائي

لم تقتصر فرق الدفاع المدني في حي الوعر على الرجال فقط، فقد كان وجود العنصر النسائي في الفريق ضروريًا لمساعدة النساء المرضى، وإخلاء النساء من تحت الأنقاض، إضافة للمساعدة في حالات الولادة.

إنقاذ المدنيين الدافع الأكبر لانضمام “أم عبدو” إلى الفريق، والتي ترفض التصريح باسمها الكامل. تقول أم عبدو “انتسبت إلى الدفاع المدني بعد تقديمي لطلب الانتساب إلى مجلس المحافظة، وقد قوبل بالموافقة، فمن الواجب تخفيف وطأة المعاناة الموجودة لدى المدنيين، وهذا أقل ما كنت أستطيع تقديمه في سبيل ذلك”.

عند السماع  بفريق الدفاع المدني، هذا يعني أن تقضي حياتك بين الموت والحياة، تتابع أم عبدو، “كنا نقوم بالكثير من الأعمال، فقد ولّدنا امرأة بعد توقف سيارتنا عن العمل في منتصف الطريق، إضافةً إلى ذلك تعرضت إحدى زميلاتنا في الفريق لإصابة جراء قصف من الطيران الحربي استهدف المكان الذي كنا نعمل فيه”.

عناصر الدفاع المدني من النساء “يتحلون بروح الفريق الواحد، والشعور بالمسؤولية تجاه المدنيين المتضررين كلما ازداد الوضع سوءًا في حي الوعر”، تقول أم عبدو.

عملجبارلا يقدر بثمن

يجد أهالي الوعر أن عمل الفريق المدني “جبار”، نظرًا لضعف الإمكانيات ومواظبتهم على العمل في أوقات التصعيد العسكري.

ويرى مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد، في حديث إلى عنب بلدي، أن “عمل الدفاع المدني في الحي هو عمل عظيم، فهم يلبون النداء دائمًا أثناء حملات القصف الجوي والمدفعي على الحي، بالرغم من الصعوبات التي تواجههم من نقص المعدات، وغلاء المحروقات وندرتها، إضافة إلى نقص الآليات المناسبة لأعمالهم، فسيارة الإطفاء هي سيارة نقل للمحروقات تم استصلاحها لتصبح سيارة إطفاء، كما أن سيارات الإسعاف عبارة عن سيارات نقل تم استصلاحها  لتصبح سيارات إسعاف”.

ويتلقى عناصر الدفاع المدني مكافآت رمزية، إضافةً لفعاليات تكريم للأعمال التي يقومون بها، وتقدّر رواتبهم بنحو 150 دولارًا شهريًا، ويتلقون في كل فترة مكافأة رمزية، بعدما بدأوا أعمالهم بشكل تطوعي دون أن ينتظروا أي مقابل.

لا تتوقف صعوبات فرق الدفاع المدني في حي الوعر على الآليات والمعدات، فقلة التدريب من أهم المشاكل التي يعانون منها، بسبب الحصار واستحالة إجراء أي تدريب خارج الحي، على غرار التدريبات التي تتلقاها الفرق في المدن السورية الأخرى.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع