اتفاق حلب.. عرقلة إيرانية تزيد مخاوف المدنيين

  • 2016/12/18
  • 1:03 ص
تجمع المدنيين في حاجز لقوات النظام في حي ميسلون 8 كانون الأول (AFP

تجمع المدنيين في حاجز لقوات النظام في حي ميسلون 8 كانون الأول (AFP

عنب بلدي – خاص

بعد أربع سنوات من القصف والحصار وآلاف الضحايا والقتلى، أسدل الستار عن مدينة حلب في سوريا، الأربعاء الماضي، بعد توصل فصائل المعارضة السورية إلى اتفاق مع النظام وحليفته روسيا، بوساطة تركيا، بالخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة إلى إدلب وريف حلب الجنوبي.

الوصول إلى اتفاق جاء بعد تصدّر حلب حديث الإعلام العربي والعالمي، خلال الفترة الماضية، وخروج مظاهرات في أغلب الدول العربية والعالمية تطالب روسيا والنظام السوري بالسماح لأكثر من 80 ألف نسمة المحاصرين داخل منطقة جغرافية ضيقة في الأحياء الشرقية بالخروج، بعد قصفهم بشتى أنواع الأسلحة وقتل المئات منهم في بضعة أيام.

إيران وحزب الله يعرقلان الاتفاق

الاتفاق نص على بدء خروج المقاتلين والمدنيين من حلب، الأربعاء 14 كانون الأول، إلا أن اعتراض حاجز  تابع لحزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية، وطلبهم خروج مصابين من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المواليتين للنظام في شمال إدلب، والمحاصرتين من قبل مقاتلي المعارضة السورية أجّل الخروج إلى اليوم التالي، حسبما أفاد مراسل عنب بلدي في حلب المحاصرة.

الرفض الإيراني هدد الاتفاق بالانهيار، لكن المساعي التركية حالت دون ذلك، وبدأت عمليات الإجلاء الخميس، 15 كانون الأول، ونُقل أكثر من 200 جريح من الأحياء المحاصرة باتجاه ريف حلب الغربي.

لكن تعرّض سيارة إسعاف، تقل جرحى، لإطلاق نار من قبل حواجز حزب الله اللبناني والإيرانية في عقدة الراموسة، أدى إلى قتل شخص وإصابة أربعة آخرين، ودفع الحافلات للتوقف داخل الأحياء المحاصرة، بانتظار ضمان سلامتهم، مهددًا الاتفاق من جديد.

وزراة الدفاع الروسية سارعت إلى إصدار بيان بضمان السلطات السورية أمن جميع “التشكيلات المسلحة” الذي قرروا الخروج من شرق حلب، ومهددة بقصف من يعرقل الاتفاق حتى لو كان النظام السوري أو إيران.

وبعد خروج حوالي 6400 شخص من داخل حلب، بحسب وزارة الدفاع الروسية، عادت الميليشيات الشيعية بقيادة إيران إلى عرقلة الاتفاق مجددًا عندما احتجزت، الجمعة 16 كانون الأول، نحو 800 مدني، عند خروجهم من عقدة الراموسة.

مراسل عنب بلدي أكد أن أربعة أشخاص قتلوا خلال عملية الاحتجاز، وأن المختطَفين عادوا بعد سرقة ما يملكونه، من قبل حاجز تابع لحزب الله اللبناني.

اتفاق حلب يطال الزبداني ومضايا

الميليشيات الشيعية اشترطت من أجل استئناف عمليات الإجلاء من المدينة، إجلاء الجرحى في بلدتي كفريا والفوعة الواقعتين في ريف إدلب.

ونقلت مصادر متطابقة أنّ المفاوضات حول حلب، ألحقت باتفاق جديد يقضي بإخراج الجرحى من كفريا والفوعة، مقابل إخراج المصابين من مدينة الزبداني وبلدة مضايا المحاصرتين.

وتوجهت الحافلات إلى الفوعة وكفريا لإخراج المصابين والمدنيين مع توقع بوصول العدد إلى أربعة آلافة شخص على الأقل من البلدتين، في ظل تخوف المدنيين المحاصرين من إلغاء الاتفاق وعودة القصف من جديد.

تحرك شعبي وسياسي عالمي

دول أجنبية وعربية عبرت عن احتجاجها لما آلت إليه الأوضاع في المدينة، وعلى المستوى الشعبي شهدت معظم الدول مظاهرات احتجاج أمام سفارتي روسيا وإيران وخاصة في تركيا، تنديدًا بالمجازر المرتكبة بحق المدنيين في الأحياء الشرقية في حلب.

كما استدعت هولندا وبريطانيا سفيري روسيا وإيران احتجاجًا على أفعالهما في سوريا، في حين أعلنت فرنسا عن طرحها مشروع قرار في مجلس الأمن لنشر مراقبين دوليين لمراقبة عمليات الإجلاء من حلب.

وعلى المستوى العربي شهدت دول الكويت والبحرين والأردن وفلسطين والمغرب وقفات احتجاجية قرب السفارات الإيرانية والروسية تعبيرًا عن غضبهم مما يجري في حلب، في ظل غياب مواقف سياسية واضحة من هذه الدول.

أما مصر فكانت الدولة الوحيدة التي دعمت صحفها الخاصة والرسمية “انتصارات” قوات الأسد في حلب، وقد عنونت صحيفة “اليوم السابع”، في عدد الثلاثاء، 13 كانون الأول، “حلب تنتصر على الإرهاب والميليشيات المسلحة”، ما لاقى موجة غضب من قبل المجتمع المصري المؤيد للثورة السورية.

تساؤلات كثيرة طرحت من قبل السوريين، في اليومين الماضيين، حول مصير الثورة السورية وماذا بعد حلب، عقب سيطرة الأسد على المدينة وقرب سيطرته على جيوب المعارضة المتبقية في دمشق وريفها عن طريق “المصالحات”، خلال الأشهر القليلة المقبلة.

هذه التساؤلات رافقتها مظاهرات بمناطق المعارضة في إدلب وريفها والغوطة الشرقية تطالب الفصائل بالتوحد في وجه النظام وإعادة إحياء الثورة من جديد في ظل تخوف من أن تكون إدلب وجهة النظام المقبلة بعد حلب.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا