مثقفو داريا ينشئون مدرسة في أطمة بريف إدلب
إدلب – زين كمنعان
“كنت أحلم منذ أن كنت في داريا، أن أذهب إلى المدرسة يوميًا، دون الخوف من الطائرة، ولكن حلمي لم يتحقق حتى اليوم، فالطائرة مازالت تقصفنا ولم تفتح مدرسة في مخيمنا أبوابها لنا”، يقول الطفل محمد لطيفة، من مدينة داريا، معبرًا عن استيائه في ظل تأخر إنشاء منظمة “عطاء” لمدرسة داخل المخيم الذي تديره داخل قرية أطمة في ريف إدلب.
يقول الطفل محمد (11 عامًا) إنه عندما وصل إلى إدلب، قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ظن أنه سيلتحق بالمدرسة مباشرة، إذ تزامن ذلك مع بداية العام الدراسي، إلا أن والده كان يخبره كلما سأله عن المدرسة أنها مازالت قيد الإنشاء.
حالة من الاستياء انتشرت بين التلاميذ وذويهم في المخيم، إثر تأخر منظمة “عطاء” في إكمال بناء المدرسة، وعزا القائمون عليها السبب لغياب الدعم، ما دفع كادر مدرسة “اقرأ وارقَ” في داريا، إلى افتتاح مدرسة بنفس الاسم داخل المخيم، وبدأ الدوام فيها السبت 17 كانون الأول.
“حل إسعافي”
إنشاء “اقرأ وارقَ” وصفه حسين الون، مدير المدرسة، بـ “الحل الإسعافي”، وقال لعنب بلدي إن الأهالي تلقوا وعودًا كثيرة منذ وصولهم إلى المخيم، بتجهيز المدرسة في أقرب وقت، “إلا أنهم سئموا الانتظار بعد أربع سنوات من انقطاعهم عن التعليم في داريا”.
وغدت الحاجة لافتتاح المدرسة “ضرورة ملحة”، وفق الون، “فكل يوم يضيع على حساب أطفالنا”، موضحًا “تمكنا بمساعدة بعض أهالي أطمة من تأمين مكان مناسب للمدرسة، وشراء المقاعد وبعض اللوازم الأساسية في زمن قياسي”.
أجريت مسابقة لاختيار مدرسين من ذوي الكفاءة خلال الفترة الماضية، ولفت مدير المدرسة إلى أنها تستهدف أطفال داريا والنازحين من أهالي حلب وحمص، المقيمين داخل المخيم، “فالمدرسة تستوعب مئة طالب تقريبًا”.
وأكد الون أن المدرسة حصلت على اعتراف من مديرية التربية في محافظة إدلب، مشيرًا إلى أنها مسجلة لديها، وتعتمد على المنهاج الذي تقدمه المديرية التي وعدت بتقديم الكتب، بينما ستكون بديلًا للمدرسة المزمع إنشاؤها ريثما تنتهي، “وبعدها يُخيّر الطلاب بالبقاء فيها أو الانتقال إلى مدرسة عطاء”.
غياب الدعم سبب التأخير
للوقوف على تفاصيل تأخير إنشاء المدرسة، تحدثت عنب بلدي مع أحمد هاشم، مدير مخيم “عطاء”، وقال إن المدرسة ستفتح أبوابها أمام الطلاب مع قدوم الفصل الدراسي الثاني، عازيًا السبب إلى تأخر الدعم، “المدرسة ضخمة وتكاليفها كبيرة”.
ومن المقرر أن تتسع المدرسة لقرابة ثلاثة آلاف تلميذ وطالب في المرحلتين الابتدائية والثانوية، على أن تغطي منطقة المخيم والمخيمات الأخرى المحيطة، وفق هاشم.
وحول اختيار الكوادر أوضح مدير المخيم، أن الأولوية ستكون للجامعيين من أهالي المخيمات، لافتًا إلى أن إنشاءها ضرورة، “فالمدرسة داخل مخيم حمد العمار استقبلت عددًا من أطفال مخيمنا، ولكنها لم تتمكن من استقبالهم جميعًا، فالأعداد هنا تفوق قدرتها واستطاعتها”.
آخر امتحانات احتضنتها مدرسة “اقرأ وارق” في داريا، كانت نهاية تموز الماضي، وأنهى خلالها أربعة طلاب من أصل 40 امتحانات التعليم الأساسي والثانوية العامة، في ظل سوء الظروف الأمنية التي عاشتها المدينة حينها.
ويصرّ تلاميذ وطلاب داريا على إتمام تعليمهم، رغم الصعوبات التي يعيشونها في المخيمات، وهذا ما بدا واضحًا، إذ رصدت عنب بلدي عشرات الطلاب من المدينة والذين سجلوا في كليات مختلفة، ضمن جامعتي إدلب وحلب، وآخرين في مدارس مديرية التربية والتعليم، المنتشرة في الشمال السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :