هواة من الغوطة يعرضون “الانسحاب”

  • 2016/12/18
  • 12:52 ص
صور من العرض المسرحي في الغوطة الشرقية - الخميس 15 كانون الأول 2016 (عنب بلدي)

صور من العرض المسرحي في الغوطة الشرقية - الخميس 15 كانون الأول 2016 (عنب بلدي)

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

بإمكانياتٌ بسيطة متمثلة بقماش أبيض وديكور محدود، وداخل قاعة صغيرة، مثّل هواة من فريق “Stage live”، مسرحية “الانسحاب” في الغوطة الشرقية، والتي ركّزت بشكل أساسي على المهجرين من مدينة حلب، ومناطق أخرى في محيط العاصمة دمشق.

سبعةُ شبابٍ هواة، جميعهم عاملون في مؤسسات وهيئات الغوطة، جسدوا شخصياتهم على مدار حوالي 20 دقيقة، داخل مقر منتدى “زيتون للحوار”، في بلدة سقبا، عارضين عملهم المسرحي “الانسحاب” الذي حضره قرابة 130 شخصًا ثلثهم من النساء، الخميس 15 كانون الأول.

دارت أحداث المسرحية، للكاتب مضر نحّاس، الذي يقطن خارج سوريا، حول قضية تهجير أهالي مدينة حلب، والمناطق الأخرى في محيط دمشق، في ظل صمت دولي وإقليمي، ووجه الممثلون اللوم للمجتمع الدولي والفصائل “المتخاذلة”، كما طرحت في جزءٍ آخر قضية خروج الشباب من الغوطة، بحثًا عن ملاذ آمن.

مشاهد العمل المسرحي

مثّل العرض المسرحي الألم الذي عاشته بعض المناطق جنوب الغوطة الشرقية، التي ذهبت تباعًا، “والتشرذم الواضح بين الفصائل”، وفق محمود آدم، مدير فريق “Stage live”، الذي قال لعنب بلدي إن ما يجري في حلب أثر على مضمون العرض، “فكان خروج بطل المسرحية (المجاهد أنس)، مرتبطًا بتخاذل الجميع بعد تهجير الأهالي”.

حواراتُ المشاهد حملت رسائل بخصوص ما يجري في حلب، وأكد آدم أن الفريق “اختصر الفكرة لتصل إلى المشاهد بشكل أسرع”.

علاء الأحمد، من مدينة دوما، وأحد أعضاء الفريق، مثّل دور الناشط الإعلامي الذي يحاول الخروج من الغوطة إلى تركيا مع بعض الأشخاص، وقال إن ما دعاهم إلى تغيير السيناريو “هو التخاذل الدولي والعربي بشأن حلب”، ووصفه بأنه “صمتٌ غريب”.

“ارتجلنا وتطرقنا لمواضيع لم تكن مكتوبة في النص، ليشمل مهجري حلب وحمص كنموذج لواقع يجري في سوريا، في ظل تخاذل قادات الفصائل”، عبارة قالها محمد الدمشقي، أحد ممثلي المسرحية، معتبرًا “يجب أن يكون قرارنا وطنيًا حقيقيًا ويصب في مسار الثورة، فلا يمكن أن يوضع مصير شعب كامل بين يدي قوى إقليمية ودولية”.

ودعا الدمشقي في ختام حديثه الفصائل السورية، “إما أن تكونوا على قدر المسؤولية ومحاربة النظام والاحتلال، أو أن تتنحوا وتتركوها لمن يستطيع تحريرها بالمقدرات التي تملكونها”.

العمل في عيون الحاضرين

عنب بلدي استطلعت آراء بعض الحاضرين، ومنهم جعفر صالح، المتحدث باسم منتدى “زيتون للحوار” في الغوطة، ووصف المسرحية أنها “عمل جيد لهواة ليس لديهم خبرة كافية، وكان لنا الشرف في استضافتهم”.

يوسف البستاني، من أهالي الغوطة، حضر المسرحية، وأكد أنه “لم يكن يتوقع جودة العمل التي شاهدها، ولا صدق أسلوب الطرح”، معتبرًا أن القائمين على العمل “تعبوا وعاشوا الوجع الذي خرج منهم وانتقل إلى الحضور”.

تأثّر البستاني رغم أنه متابع يومي لأخبار الثورة، وفق تعبيره، مشيرًا “من المهم في الثورة تقديم أعمال مسرحية، بخطاب واعٍ مليء بالإنسانية والوطنية، ليكون نقلة نوعية لشباب الغوطة وللطبقة والشريحة المثقفة والواعية فيها”.

“متعة العرض كانت بمرارته”، بحسب ماجدة الشامي، إحدى الحاضرات، ووصفت المشاهد بأنها “قريبة للعفوية رغم أن الممثلين لم يمتهنوا التمثيل أو يحترفوه”، متمنيةً تكرار الأعمال المسرحية ودعمها من قبل القادرين على ذلك.

والعرض المسرحي هو الثاني للفريق، والذي عرض تحت الاسم نفسه، في 24 أيلول الماضي، وتحدث عن فكرة بحث شباب الغوطة عن الأمان خارج حدود غوطتهم، ودعا حينها الحاضرون إلى دعم المبادرة “كي تنجح وتستمر حتى النهاية”.

مقالات متعلقة

فعاليات ونشاطات

المزيد من فعاليات ونشاطات