هزت مآلات الأوضاع في مدينة حلب ضمائر الشعوب العربية والغربية، فشهدت الأيام القليلة الماضية مظاهرات غاضبة ووقفات احتجاجية واعتصامات، إلى جانب مبادرات وفعاليات داعمة لأهالي الأحياء الشرقية، في وقت حافظت فيه بعض المطاعم السورية على برامج حفلاتها اليومية.
وبادر الناشط محمد محمد (أبو غسان الحلبي)، الذي يعمل مصورًا في اتحاد “منظمات المجتمع المدني السوري”، مع أصدقائه لسؤال بعض أصحاب المطاعم عن موقفهم، ولماذا لا يتضامنون مع حلب.
وقال الشاب، عبر صفحته في “فيس بوك”، إن هذه المبادرة جاءت بعد سؤال أحد الأتراك له “لماذا مازالت المطاعم السورية إلى اليوم تحتفل وتجلب المطربين وتقيم الحفلات وترقص على الأغاني، وأهلكم وإخوانكم في حلب يُقتّلون ويُذبحون؟، أليسوا إخوانهم وأقرباءهم وأبناء بلدهم؟”.
وأوضح “أبو غسان”، الذي ينحدر من حي صلاح الدين في حلب الشرقية، أن بعض المطاعم استجابت وأوقفت برامجها، لكن أخرى رفضت “صاحب مطعم (ث، ب) طلب من عماله أن يطردوني، لأني طلبت منه أن يغلق الأغاني وأن يوقف الحفلات، وقال لي: اخرج من مطعمي، أنتم من خربتم البلد، وأنتم مسؤولون عما وصلنا إليه”.
وتحدث الشاب المقيم حاليًا في اسطنبول لعنب بلدي، عن مبادرته “ذهبت إلى عدد من المطاعم، مطعم (ص) رفض إلغاء الحفل بحجة عيد ميلاد أحد المدعويين، ومطعم (ط) أوقف الأغاني ثم أعادها بعد نصف ساعة، بينما مطعم (ل، ش) ألغى الحفلة فورًا”.
مراسل عنب بلدي في اسطنبول أكد انتشار الحفلات الغنائية في بعض المطاعم السورية في حي الفاتح وشارع أكسراي، في وقت كان مئات الأتراك والسوريين فيه يتظاهرون أمام القنصلية الروسية والإيرانية في المدينة.
وعقّب أبو غسان على القضية قائلًا “أشعر أنهم يدعمون الأسد، ويعطون نظامه دفعًا معنويًا، وكأن الأتراك هم أصحاب القضية، يخرجون بالآلاف وقنواتهم تتحدث ليلًا نهارًا عن حلب، والمذيعون والفنانون يبكون على أطفالنا.. بينما مطاعمنا نسوا القضية ويبحثون عن مصالحهم فقط”.
سيغادر آلاف الأهالي والمقاتلين من حلب الشرقية، في اتفاقية تفريغ قسري، جاءت بعد معارك وهجمات جوية وصاروخية قتلت قرابة 1500 مواطن، بحسب الدفاع المدني، لتصبح المدينة بأكملها تحت سيطرة النظام وحلفائه.
لدى عودة أحد الصحفيين السوريين من مظاهرة أمام قنصلية إيران في اسطنبول، شاهد شابًا في “الترام واي” يتحدث بأعلى صوته مبتهجًا “تحررت حلب وسنعود إليها قريبًا”.