نشرت عنب بلدي قبل يومين تفاصيل عن شخصية عمر رحمون، المفاوض باسم النظام في اتفاق حلب، وتسلط الضوء في هذا التقرير على محطات تدرج بها الرجل منذ الأعوام التي سبقت الثورة ضد النظام السوري، وحتى يومنا.
عمر رحمون، الذي يحمل درجة ماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق، عمل إمامًا وخطيبًا في مساجد مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي الغربي قبيل الثورة.
واشتهر بـ “الحضرات الصوفية” التي أشرف عليها وأنشد فيها، في مناسبات واحتفالات شهدتها مدينة حماة وريفها.
عقب انطلاق الثورة ضد النظام السوري في آذار 2011، شارك الرحمون في مظاهرات مدينته، وألقى خطبًا حضّت على الوقوف ضد الأسد ومواجهته.
حضر مظاهرات ساحة العاصي، وأطلق على نفسه “عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة”، ليخرج على عدة فضائيات عربية وغربية بهذا الوصف.
وساهم رحمون في نقل أخبار ووقائع المحافظة لقناة “العربية” عام 2012، ليصبح مراسلها في حماة عدة أشهر، في ضوء اعتمادها على ناشطين محليين، وصعوبة إيفاد مراسليها المعتمدين إلى سوريا.
في حزيران 2013، خرج رحمون في تسجيل مصور إلى جانب شقيقه القيادي الحالي في جبهة “فتح الشام”، سامي رحمون (أبو العلمين)، والعقيد الركن رسلان إبراهيم، معلنًا تأسيس حركة “أحرار الصوفية الإسلامية”.
غاب عمر رحمون عن الأضواء، ليخرج مجددًا باسم ووظيفة جديدة عام 2015، فأصبح المتحدث الرسمي باسم “جيش الثوار” التابع لقوات “سوريا الديمقراطية”، وحمل اسم “طارق أبو زيد”.
تحدثت عنب بلدي مع “طارق أبو زيد” مرارًا آنذاك، للوقوف على تطورات المعارك بين فصيله وفصائل المعارضة بريف حلب الشمالي، قبل أن يقفل حساباته ويختفي في آذار من العام الجاري.
ظهر الرجل، غريب الأطوار، مجددًا في أيلول من العام الجاري، برفقة أحد ضباط النظام في دمشق.
لتكشف معلومات حصلت عليها عنب بلدي، أنه أجرى تسوية لوضعه الأمني، واستقر في مدينة حماة، وبات يتردد إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.
ظهر اسم عمر رحمون مذيلًا في اتفاقية تفريغ حلب، كممثل لنظام الأسد (الدولة السورية)، إلى جانب اسم ممثل المعارضة، وممثل اللجنة الأمنية في المدينة، وممثل الحكومة الروسية، ليقر بدوره في إنجاح الاتفاقية، عبر حسابه في تويتر.
كان التفاوض سوريا سوريا باشراف روسي .
وهذا نصه pic.twitter.com/IlDAjDkpJf— عمر رحمون (@omaralrahmon83) ١٥ ديسمبر، ٢٠١٦