تصدرت مدينة حلب السورية حديث الإعلام العربي والعالمي، خلال الفترة الماضية، نتيجة القصف المستمر من قبل روسيا والنظام السوري، قبل الوصول إلى اتفاق يفضي بخروج المدنين إلى إدلب، أمس.
دول أجنبية وعربية عبرت عن احتجاجها لما آلت إليه الأوضاع في المدينة، وحصار أكثر من 80 ألف نسمة داخل منطقة جغرافية ضيقة في الأحياء الشرقية وقصفها بشتى أنواع الأسلحة.
تركيا.. تحرك شعبي وسياسي
تعتبر تركيا من أوائل الدول التي عبرت عن تضامنها مع أهالي حلب، بالرغم من اتهامها من قبل ناشطين ومحللين سوريين، بأن اتفاقها مع روسيا وتخليها عن حلب مقابل منطقة الباب وجرابلس، هو الذي أدى إلى تدهور الأوضاع في المدينة.
التحرك التركي كان على مستوى شعبي وسياسي، فبعد انهيار الاتفاق بين روسيا وأمريكا لخروج المدنيين، تمكنت أنقرة من التوصل مع موسكو إلى اتفاق من أجل إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب إلى إدلب.
كما شهد اليومان الماضيان اتصالات ولقاءات عديدة بين مسؤولين روس وأتراك من أجل إتمام الاتفاق، إضافة إلى الوصول إلى هدنة شاملة على الأراضي السورية، حسبما صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة 16 كانون الأول، عقب اتصاله مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
أما على الصعيد الإنساني، فقد أعلنت الحكومة التركية عن توجه قوافل إغاثية وإنسانية لمساعدة الخارجين من حلب، إضافة إلى تعهدها ببناء مخيمات لهم ونقل الجرحى إلى داخل الأراضي التركية.
شعبيًا شهدت المدن التركية مظاهرات عديدة، على مدى اليومين الماضيين، أمام سفارتي إيران وروسيا خاصة في ولاية اسطنبول، منددة بما تفعلاه في سوريا، ومطالبين بإيقاف القصف والسماح للمدنيين بالخروج.
دول أوروبية تستدعي السفراء
إلى جانب تركيا عبرت دول أوروبية تضامنها مع حلب وأهلها، فهولندا وبريطانيا استدعتا سفيري روسيا وإيران احتجاجًا على أفعالهما في سوريا.
كما أمرت فرنسا بإطفاء أنوار “برج إيفل”، يوم 14 كانون الأول، لجذب انتباه المجتمع الدولي حول الحاجة الطارئة للتحرك من أجل حلب، حيث يعيش سكانها في “وضع غير محتمل”، بحسب عمدة باريس، آن هيدالجو.
كما شهدت عواصم أوروبية مظاهرات احتجاج، خاصة وسط العاصمة البوسنية سراييفو، أمس، تحت عنوان “نداء إلى المدن العالمية من أجل حلب وسوريا”.
تحرك خجول للعرب
الدول العربية كان موقفها “خجول” بالنسبة لحجم الكارثة، بحسب ناشطين، فبينما شهدت بعض الدول مظاهرات شعبية “يتيمة” مع غياب التصريحات السياسية لها، لازمت دول أخرى الصمت دون تحرك تضامني مع الحلبيين.
الجامعة العربية عقدت اجتماعًا عاجلًا على مستوى المندوبين الدائمين، بطلب من دولة قطر، لكنها اكتفت بالتنديد بعمليات النظام في حلب.
كما دعى مجلس الوزراء السعودي إلى جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، منددًا بما يجري في حلب من قتل جماعي وتشريد.
وبالرغم من تنظيم ناشطين لوقفة احتجاجية في بيروت، إلا أن الحكومة السياسية رفضت، في اجتماع الجامعة العربية، إدانة النظام السوري على عملياته في حلب تحت ذريعة النأي بلبنان عن الصراعات.
الكويت والبحرين والأردن وفلسطين والمغرب شهدوا وقفات احتجاجية قرب السفارات الإيرانية والروسية تعبيرًا عن غضبهم مما يجري في حلب، في ظل غياب مواقف سياسية واضحة من هذه الدول.
أما مصر فكانت الدولة الوحيدة الي دعمت صحفها الخاصة والرسمية “انتصارات” قوات الأسد في حلب، وقد عنونت صحيفة “اليوم السابع”، في عدد الثلاثاء، 13 كانون الأول، “حلب تنتصر على الإرهاب والميليشيات المسلحة”، ما لاقى موجة غضب من قبل المجتمع المصري المؤيد للثورة السورية.