أبدت فصائل في “الجيش الحر” رغبتها بالعودة إلى الساحة السورية، عقب صراعٍ على مدار السنوات الماضية مع جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقًا)، وغيابٍ عن المعارك لأكثر من عام ونصف.
وحصلت عنب بلدي على نسخة من مبادرة طرحتها فصائل جبهة “ثوار سوريا” (القطاع الشمالي)، وحركة “حزم”، و”ألوية الأنصار”، وجبهة “حق المقاتلة”، مساء الخميس 16 كانون الأول.
الفصائل الأربعة عزت نيتها العودة “نظرًا لما آلت إليه أوضاع ثورتنا واستجابة لمطالب شعبنا العظيم في توحيد الصفوف والتصدي للعدوان”، معلنةً تجميد كافة الخلافات وتأجيل البت فيها “إلى حين دحر العدوان عن شعبنا وأرضنا”.
وأعلنت الفصائل جاهزيتها للقتال، مفوضة الدكتور أيمن هاروش، مسؤول مبادرة “رابطة أهل العلم في الشام”، بتشكيل لجنة لإطلاق مبادرتها الخاصة والإشراف عليها، مردفةً “ننتظر الرد خلال أسبوع من تاريخه”.
ووقع على المبادرة التي كتبت بخط اليد، كلٌ من قائد جبهة “ثوار سوريا”، جمال معروف، و قائد حركة “حزم”، عبد الله عودة، وقائد “ألوية الأنصار”، مثقال العبدالله، وقائد جبهة “حق المقاتلة”، يوسف الحسن.
جميع الفصائل السابقة كان لها تاريخ مرير مع “فتح الشام” بمسماها القديم (النصرة)، فقد حلّت “حزم” نفسها في آذار من عام 2015، وأعلنت انضمامها إلى “الجبهة الشامية”، بعد أن سيطرت “فتح الشام”، على الفوج 46 المحاذي لمدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، والذي كان يخضع لسيطرة مقاتلي الحركة، وراح ضحية تلك المعارك أكثر من مئة قتيل.
بينما تفككت جبهة “ثوار سوريا” في الشمال السوري، إثر معارك مع “فتح الشام” في كانون الأول عام 2014، وانقطع بعدها الظهور الإعلامي لزعيمها، جمال معروف، بعدما اتهمته الجبهة بتجاوزات حول السرقة وتصفية بعض قادته.
“ألوية الأنصار” شكلها مثقال العبدالله ابن قرية العامرية، قرب بلدة سجنة في ريف إدلب الجنوبي، وكان معقلها الرئيسي في بلدتي معرزيتا وكفرسجنة، إلا أن فصيلي “جند الأقصى” و “فتح الشام” أنهيا الفصيل نهاية عام 2014.
وتشكلت جبهة “حق المقاتلة” في شباط 2014، من عدة كتائب مقاتلة في “الجيش الحر”، بقيادة يوسف الحسن، وخاضت بدورها معارك ضد “فتح الشام” والتي أنهتها بنفس الفترة الزمنية.
علق كثيرون على مبادرة الفصائل الأربعة، بين من اعتبرها خطوةً جيدةً لعودة التيار المعتدل في الثورة السورية الذي يتبنى عملها.
وبين من وجه انتقادات لهذه الشخصيات، متهمًا إياها بالفساد في الساحة السورية، ودعا بعض المقربين من فصائل بارزة “إن كانوا جادين في العودة فليتوحدوا قبل أن يدخلوا”.
–