توفي الفيلسوف والمفكر السوري، صادق جلال العظم، مساء الأحد 11 كانون الأول، في منفاه في برلين، بعد صراعٍ مع مرض عضال، عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
ونعى مفكرون وأدباء عرب العظم، بعد أن نشر أبناؤه خبر وفاته، عبر صفحاتهم في “فيس بوك”.
وقال ابنه عمرو العظم “نعي من ابني صادق جلال العظم، عمرو وايفان… وبالنيابة عن عائلته نعلمكم ببالغ الحزن والأسى وفاة والدنا صادق جلال العظم اليوم الأحد 11/12/2016 في منفاه برلين- ألمانيا، لم يعُد هناك من ينتقد ذواتنا بعد هزائمنا”.
وخلال مسيرته الثقافية، أثار صادق العظم جدلًا كبيرًا حول أفكاره العلمانية المتحررة، التي ورثها عن والده جلال العظم، والذي كان معجبًا بفكر وتجربة كمال أتاتورك في تركيا.
ويبقى كتابه “نقد الفكر الديني”، مثار اهتمام القراء إلى الآن، إذ لقي فور صدوره، عام 1969، انتقادات كثيرة بسبب ما وصف بـ “إساءة للدين الإسلامي”، ورفعت دعوى قضائية ضده بعد نشر هذا الكتاب.
واشتهر العظم بتدخله في الشؤون العامة، وتمرده على عادات البيئة الدمشيقة “المتحفظة”، ولقيت مؤلفاته ردًا من قبل علماء ومشايخ سوريين.
وألف الشيخ محمد حسن آل ياسين كتاب “هوامش على كتاب نقد الفكر الديني”، وأصدر الشيخ عبد الرحمن الميداني كتاب “صراع مع الملاحدة حتى العظم”.
أيد المفكر جلال العظم الثورة السورية، وقال في إحدى حواراته “إن ما يجري في سوريا اليوم، هو انتفاضة بالتأكيد.. ضد سلطة جائرة وقاهرة ومتجبرة لم تعد الأكثرية الشعبية في البلد تطيقها”.
ولد المفكر عام 1934، من عائلة دمشيقة متحررة، ودرس الفلسفة في الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم تابع تعليمه في جامعة “يال” في الولايات المتحدة.
وفي عام 1963 عمل مدرسًا في الجامعة الأمريكية في بيروت، لمدة ست سنوات، ليصبح بعدها رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية في بيروت.
عاد إلى دمشق عام 1988 ليدرّس في جامعتها، وتولى رئاسة قسم الفلسفة في الجامعة، ودرّس فيها الفلسفة الأوروبية الحديثة.
ومن أبرز أعماله، كتاب الاستشراق والاستشراق معكوسًا، وما بعد ذهنية التحريم، وفي الحب والحب العذري.
–