“لا أريد الجوائز، إنها تعني أنك قد انتهيت”، بهذا الرد المقتضب والبسيط يرد هاروكي موراكامي على ترشيحه المتكرر لجائزة نوبل عن معظم رواياته.
وهاروكي موراكامي روائي وقاص عالمي، من مواليد اليابان عام 1949، درس المسرح وعمل به، لكنه عندما بلغ الثلاثين من عمره اكتشف ميله للكتابة ونشر روايته الأولى “اسمع الرياح تغنّي” أواخر السبعينيات، ممهدًا بذلك لكتابات ستكتسح الأسواق الثقافية عالميًا فيما بعد، وبالتحديد بعد نشر روايته “الغابة النرويجية” عام 1987.
يشتهر هاروكي بعالم رواياته السوريالي بالغ الرمزية، لكن ما لا يعلمه الكثير من قراء رواياته، أن ملامح هذا العالم الروائي وجذوره تمتد ابتداء من قصصه القصيرة التي كتبها في ثمانينيات القرن الماضي، ومن بينها قصة “حرق حظيرة” الواقعة بنسختها العربية في 43 صفحة، من ترجمة ميّ أحمد.
ينجح موراكامي في لفّ قارئ قصّته بالغموض، ولفت انتباهه لزوايا مضيئة معيّنة، في حين تتشابك خطوط قصته ويجري ما هو أهم في العتمة، فالقصة الحقيقيّة لدى هاروكي موراكامي هي ما لم يكتبه، وليس ما كتبه.
كسواها من مؤلفات هاروكي، “حرق حظيرة” قصة رمزيّة للغاية، وفيما نُصغي نحن القراء لأفكار الروائي، يُصغي هو بدوره لشخص آخر، لنكتشف في النهاية كم كانت ثرثرتُه مُلهية لنا عن لُب الفكرة، تمامًا كركضه الصباحيّ حول حظائر منطقته المهدّدة عبر أقصر المسارات، أو أطولها عمليًا.