انفجارات مطار المزة العسكري تقلق مؤيدي الأسد ومناهضيه
تتوالى ردود فعل السوريين المتباينة، بشأن انفجارات مطار المزة العسكري في ضواحي دمشق، وتأويل حدوثها، بين تأكيد لضلوع إسرائيل في استهدافه، ونفي لذلك، لتبقى المسألة الأهم لدى شريحة من مناهضي النظام تحديدًا: ما مصير المعتقلين داخله؟
يقع مطار المزة في الجهة الغربية من العاصمة دمشق، ويحده من الشمال منطقة المزة وأحياؤها السكنية وسلسلة جبلية عرفت محليًا بجبال “الفرقة الرابعة” لتمركز قطعات عسكرية تابعة للفرقة عليها، ومن الشرق حي كفرسوسة، ومن الجنوب مدينة داريا، ومن الغرب مدينة معضمية الشام والجبال التابعة لها.
فجر اليوم، الأربعاء 7 كانون الأول، سمعت أصوات انفجارات داخل المطار، وشوهدت ألسنة لهب تتصاعد من داخله.
ذهب معظم مناصري الأسد إلى أنها غارات شنها “العدو الإسرائيلي” ليفسد “انتصارات حلب”، بينما نفت جهات موالية أيضًا هذه الرواية، واعتبرت “الانفجارات بسبب حريق في أحد مخازن الوقود الخاصة بتزويد الطائرات الحربية”.
الإعلام الرسمي وضع حدًا لتباين الأقاويل، وأكد ضلوع الكيان الإسرائيلي بالانفجارات، فقالت وكالة “سانا” إن صاروخ أرض- أرض إسرائيلي استهدف المطار، وأحدث حرائق بداخله، فيما رفضت تل أبيب التعليق على الحادثة.
وجهة نظر مناهضي النظام اختلفت أيضًا، فمنهم من تعامل مع الموضوع بسطحية مبسّطة “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”، معتبرين أن أي ضربة للنظام السوري وجيشه ستكون إيجابية كون المطار يحتوي قطعات عسكرية، عانى أهالي داريا ومعضمية الشام وسائر بلدات دمشق من تسلّطها على “البلاد والعباد”.
بينما كانت نظرة آخرين للموضوع مختلفة، فتناولوا الحدث من ناحية إنسانية أغفلها أقرانهم ممن رفعوا راية “الثورة”، فالمطار يحتوي سجنًا عسكريًا سيئ الصيت، تكاد تتساوى بشاعة التعذيب والاعتقال فيه مع سجن تدمر، قبيل طمس معالمه من قبل “داعش”، ويضاهي من حيث “القتل تحت التعذيب” قرينه في صيدنايا.
علّق الدكتور عماد العبار، وهو كاتب وصحفي من مدينة داريا المجاورة للسجن، على حادثة الانفجارات بالقول “مطار المزة العسكري هو في نظر السوريين أحقر مكان على وجه الأرض، وأبشع مكان في التاريخ.. ومع ذلك، بمجرد أن يُقصف، يضع السوريون أيديهم على قلوبهم، ثم يدعون الله أن يتلطف بالمعتقلين فيه..”.
قناة الجزيرة، وعلى موقعها الإلكتروني، استهلت خبرها عن ذات الموضوع بعبارة “انفجارات في مطار المزة العسكري، الذي يحتوي سجنًا يعد من أسوأ السجون سمعةً في سوريا، منذ إغلاق سجن تدمر أواخر القرن الماضي، وتوصف زنزاناته تحت الأرض بالجحيم اللانهائي”.
بناء على معلومات استقتها عنب بلدي من معتقل سابق في سجن المزة، والذي يتبع إداريًا لإدارة المخابرات الجوية، فإنه ينقسم إلى عدة أبنية وتجمعات، منها، بناء الدراسات الذي يحتوي معتقلين سياسيين أو ذوي أهمية كبيرة، مهاجع التجميع وتضم عدة أبنية تضم زنزانات للإيداع والتجميع ساعة الوصول، فرعا تحقيق قديم وجديد ويحتويان زنزانات أيضًا.
عقب اندلاع الثورة ضد النظام في آذار 2011، كان للمطار دور مهم في استيعاب آلاف المعتقلين من دمشق وريفها وحمص وحماة وغيرها من المدن المنتفضة، ودور أكبر في قتل المئات منهم تحت التعذيب، كما كشفت وثائق وصورٌ سربها الضابط “قيصر”، لم تكن كافية لمعاقبة النظام وجلادي السجن وباقي الأقبية الأمنية في سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :