حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، اليوم، الثلاثاء 6 كانون الأول، من احتمال تقسيم سوريا في الوقت الذي تشتد فيه الحرب.
جاء ذلك في مقابلة مع إذاعة “فرنسا الدولية”، قال فيها “قد تتشكل ما يسمى (داعشستان) والتي تسيطر عليها تنظيم الدولة، إلى جانب (سوريا المفيدة) التي ستكون تحت نظام بشار الأسد، وتضم مدن اللاذقية والمنطقة الممتدة من حلب إلى دمشق وحمص”.
ومصطلح “سوريا المفيدة”، أطلقه بشار الأسد على المناطق التي اضطر إلى الانسحاب إليها، مرجعًا ذلك إلى نقص الطاقات البشرية، ولا تزيد مساحة هذه المناطق على 25% من مجمل مساحة البلاد.
إلا أن مصطلح “داعشستان”، جديد على الساحة السياسية، ويشمل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي تحاول قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية إخراج التنظيم منها.
الوزير الفرنسي أضاف “وسط الحرب الشاملة الحالية، وفي ظل الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري منذ أسابيع على مناطق المعارضة في مدينة حلب، فإن تقسيم سوريا يلوح في الأفق”.
واقترح حلًا لتحييد هذا التقسيم بـ”إجراء مفاوضات سياسية، على الرغم من أن المسار العسكري في المنطقة يؤدي إلى فوضى دائمة”.
وعُقدت عدة مفاوضات سياسية بين قادة الدول الكبرى، إلا أن جميع هذه المفاوضات السياسية باءت بالفشل وصبت جميع القرارات الصادرة عنها في صالح النظام السوري.
ويرى محللون أن فكرة التقسيم في سوريا، طرحت منذذ بدء الدخول العسكري الروسي في المنطقة وإنشاء قاعدة “حميميم” الجوية والعسكرية، التي بدأت من خلالها جميع العمليات العسكرية وصولًا لمدينة حلب وتدمر بريف حمص الشرقي.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA”، جون برينان، قد صرح في 30 تموز الماضي، أثناء منتدى الأمن المنعقد في مدينة أسبين بولاية كولورادو الأمريكية، بالقول “لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سوريا موحدة مرة أخرى”.
وعبر مدير وكالة المخابرات عن تشاؤمه بالمستقبل، ومرجحًا عدم عودة سوريا كما كانت، وهو ما يعدّ اعترافًا علنيًا نادرًا من قبل مسؤول أمريكي كبير وعلى دراية عميقة بمجريات الأمور في معظم بقاع العالم بأن خريطة سوريا لن تبقى على وضعها الذي كانت عليه قبل خمس سنوات.