طريقة لتعليم الأطفال اللغة بالقرآن في الغوطة الشرقية

  • 2016/12/04
  • 1:21 م
معهد وروضة البيان في الغوطة الشرقية - 1 كانون الأول 2016 (عنب بلدي)

معهد وروضة البيان في الغوطة الشرقية - 1 كانون الأول 2016 (عنب بلدي)

عنب بلديالغوطة الشرقية

يتلو الطفل صهيب سليك (4 سنوات) آيات من القرآن الكريم، ويقول لعنب بلدي إنه حفظها خلال 15 يومًا،

 يقول رجب إنه تعلم طريقة تعليم اللغة بالقرآن على يد الدكتور سمير عبد النافع، وهو شيخ وقارئ درس الطريقة في مصر عام 2008.إلا أنه لم يُدرّسها أبدًا في ظل الوضع الأمني الذي كان يفرضه النظام السوري.
ويقول “انتهينا من تعليمها هنا خلال 25 يومًا بدأت منذ مطلع رمضان عام 2015، كما درّسناها لعشر آنسات وأكثر من 200 طالبة في مساجد دوما”.

بينما يعتبر الطفل همام مياسا (5 سنوات)، أن معهد وروضة “نور البيان”، الذي افتتح أبوابه قبل شهر في دوما بالغوطة الشرقية، “أجمل من المنزل.. فهنا أقرأ القرآن وألعب مع أصدقائي وأتعلم كلماتٍ باللغة الإنكليزية”.

يعتبر معهد نور البيان، النموذج الأول في الغوطة، الذي يتبع كادره طريقة فريدة في تعليم الأطفال ومحو أمية الكبار، وفق منهاج تدريسي متكامل يعتمد على التدريس بالقرآن، من خلال التعليم الهجائي، وهي الطريقة التي تعتمدها مدارس ومعاهد “نور البيان” في مصر.

يقول باسل رجب، مدير “نور البيان” لعنب بلدي، إن المنهاج التعليمي الذي يعتمده، ابتكره الشيخ المصري طارق السعيد، قبل أكثر من 30 عامًا، واعتُمد في قرية عرب الرمل التابعة للمنوفية في مصر، والتي سميت بعدها “عرب القرآن”، مضيفًا أن الطريقة التي تُدرّسها “شاملة ويستطيع أن يتعلمها أي شخص مسلم على اختلاف لغته”.

من أصل 160 طفلًا سجلوا مجانًا ضمن الروضة، يلتزم بالدوام حاليًا 75 تلميذًا تتراوح أعمارهم بين أربع إلى خمس سنوات، ويوضح رجب أن المركز يستوعب حوالي 80 طالبًا، لافتًا إلى أن “البقية ممن سجلوا هنا تأخروا عن الالتزام بالدوام بسبب القصف”.

وتضم الروضة قسمًا تربويًا يتلقى فيه الأطفال أساسيات الأخلاق والأذكار، وآخر تعليميًا، يشمل سبع حصص يوميًا، ويدرس التلاميذ خلالها اللغتين العربية والإنكليزية، والرياضيات، والفقه، وكيفية الصلاة، والوضوء، والآداب.

ينتهي التلميذ من المرحلة الابتدائية، “ويكون حينها حافظًا للقرآن بكامله عندما يصبح في الصف السادس”، بحسب مدير المعهد، ويتعلم خلال فترة محددة (ستة أشهر) الأحرف بالحركات والتجويد القرآني.

كادر العمل المكون من سبع آنسات، أربعة منهن مدرّسات، إضافة إلى موجهتين اختصاص تربية وإرشاد نفسي، ومربية تهتم بالأطفال، يتحدثن مع التلاميذ باللغة الفصحى.

ويعتبر رجب أن إنشاء المركز الذي يضم المعهد والروضة، والمكون من أربعة صفوف “خطوة بدائية نسعى لنشرها ضمن كافة مدن وبلدات الغوطة وربما سوريا بعدها”.

لا يواجه كادر المعهد صعوباتٍ عدا استمرار القصف، وتشير منيرة الشامي، إحدى المدرسات فيه، إلى أن تقطّع أيام الدوام صعّب من تعود الأطفال على الجو العام، وتقول “يصعّب القصف مهمتنا إذ ينسى الطفل ماتعلمه في حال انقطاعه، إلا أن معظم الأطفال لديهم إقبال جيد على الحفظ”.

وتؤكد الشامي، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أنه “لا يمكن تقييم الطفل خلال فترة شهر منذ بداية إنشاء المعهد”، مشيرةً “ربما بعد شهرين أو مع دخول العطلة الصيفية، يمكن أن نحدد مستوى كل طفل بشكل دقيق”.

يرى القائمون على المعهد أن أمامهم طريقًا صعبًا وطويلًا لنشر ما تعلموه، وهذا ما دعاهم إلى التخطيط لتدريب وتعليم طريقة “نور البيان” وطرق تحفيظ القرآن، لنحو 30 شخصًا من النساء والرجال، على أن تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع