يلدريم إلى موسكو.. ملفاته الليرة والروبل ثم سوريا
تشهد العلاقات الروسيّة- التركية، خلال الأشهر الأربعة الماضية، تحسّنًا كبيرًا بعد أن استمرّت القطيعة أشهرًا تلت حادثة إسقاط الطائرة الروسيّة، على يد سلاح الجوّ التركي، فوق الأراضي السوريّة نهاية العام الماضي.
ويعتزم رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إجراء زيارة رسمية إلى موسكو، تبدأ غدًا، الاثنين 5 كانون الأوّل، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وورئيس الوزراء، ديمتري ميدفيدف، لـ “بحث العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”، حسبما أوضحت وسائل إعلام تركية محلّية.
وتتركّز الزيارة حول تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتحسينها، الأمر الذي يعوّل الطرفان عليه في تحسين اقتصاد البلدين، بعيدًا عن أسباب الخلاف التي بدت وجيهة لمدة طويلة.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال أمس، إنّه اقترح على نظيره الروسي، استخدام العملات المحلية في الأغراض التجارية بين البلدين، أي تمويل المشتريات التركية من روسيا بالروبل الروسي، على أن يموّل الطرف الآخر مشترياته من تركيا بالليرة التركية.
تصريح أردوغان جاء بعد يومين من الدعوات الموجهة للأتراك باستبدال عملاتهم الأجنبية بالليرة التركية، إثر موجة الهبوط الحاد في قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي الأخيرة، كما حولت بورصة إسطنبول، جميع أصولها النقدية إلى الليرة التركية.
وتسبب تأزّم العلاقات بين تركيا وروسيا بتراجع حجم التجارة بين البلدين إلى 24 مليار دولار عام 2015، بعد كان حجم التراجع السنوي لا يصل إلى أقل من 30 مليار، خلال الأعوام الأخيرة، كما تبلغ قيمة استثمارات البلدين 10 مليارات دولار لكل منها، فيما تستورد تركيا 58% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي و11% من النفط من روسيا.
وبينما تصرّ تركيا أنّ علاقاتها مع روسيا لا تعني التراجع عن موقفها تجاه ضرورة تنحّي بشار الأسد عن السلطة، أشار وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، أمس إنّ بلاده وروسيا تعملان حاليًا على خارطة طريق جديدة لإنهاء الأزمة السورية، مبينًا أنّ الخارطة الجديدة تتضمن كيفية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في عموم البلاد.
كما تبنّى جاويش أوغلو، الدعوات الروسية المتعلقة بفصل “المعاضة المعتدلة” عن جبهة “النصرة”، وأكّد أن روسيا بريئة من مقتل الجنود الأتراك في غارات جوّية على مدينة الباب شرق حلب، كما نقل عن “الجانب الروسي”، أنّ “مقاتلات النظام ليست قادرة على القيام بمثل هذه الغارات”.
وفي معرض الملفات التي سيناقشها يلدريم في روسيا مع بوتين ومدفيدف، نقلت وسائل الإعلام التركية، أن المباحثات ستتضمن “آخر التطورات المتعلقة بالأزمتين السورية والعراقية وسبل التعاون بين موسكو وأنقرة للتوصل إلى حل ينهي الأزمتين”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :