حرب النظام تُقعد نحو 3 مليون سوري.. والأسد “يحتفل” بهم
حرّكت عجلات الدبابات في سوريا، الآلاف من عجلات الكراسي المتحركة، حاملةً مصابي الحرب الذين أقعدتهم الإعاقة عن الحركة، بينما شلّت الصواريخ العنقودية والفراغية وغيرها من الأسلحة التي يستخدمها النظام السوري في هجماته، عددًا من السوريين، يفوق عدد ضحايا الحرب بمرّات.
وفي الوقت الذي ضجّت فيه وسائل الإعلام العالمية، بصور أشلاء ضحايا القصف المتواصل على مدينة حلب، آثر رئيس النظام، بشار الأسد، استخدام موقع “فيس بوك” للتعبير عن جانب “أكثر إنسانية”.
فنشرت صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” أمس، السبت كانون الأوّل، صورًا تظهر الأسد وعقيلته أثناء تكريم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، احتفالًا بيومهم العالميّ.
الصورة الوحيدة التي نشرتها الصفحة، ضمّت أربع صور مختلفة، ينحني فيها الأسد أثناء التواصل مع شبان وشابات، يجلسون على الكراسي المتحركة، ومحاطين بعدد من الأهالي.
دفع ذلك موالي النظام إلى التعبير عن “فخرهم بالموقف الإنساني لسيادة الرئيس”، كما عبّر عددٌ منهم ضمن التعليقات الواردة على الصورة.
وتزامنت الصور مع تقريرٍ أصدرته الأمم المتحدة أمس، تجاء فيه أن 2.8 مليون سوري يعانون من إعاقة جسدية دائمة بسبب الاشتباكات الدائرة في مختلف الأراضي السورية، وأضافت أنّ 30 ألف إنسان تعرضوا شهريًا لصدمة نفسية جراء الصراع.
التقرير الذي نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لم يكن صادمًا، رغم قلّة الأرقام والإحصائيات المنشورة حول الموضوع، إلا أنّ الأحداث اليومية التي تنقلها وسائل الإعلام عن سوريا، بدت كفيلة بخلق تصور عن حجم الإعاقات التي خلّفتها الحرب، خلال الأعوام الخمسة الماضية.
واعتمد النظام السوري، على وسائل إعلامه المحلّية، منذ اندلاع الثورة، للتأكيد على “تعاطفه مع الشعب”، من خلال التكريمات المتكررة لـ “ذوي الشهداء والمصابين”، وتقديم التعويضات المادية، التي لا تتجاوز في أغلب الأحيان 300 دولارًا أمريكيًا، أي ما يعادل 150 ألف ليرة سورية، فيما تراجعت قيمة التعويضات مؤخرًا، لتصل “ساعة حائط” تم منحها “كهدية رمزية” لأهالي قتلى الجيش النظامي.
ولا تقتصر الإعاقات نتيجة الحرب، على فقدان إحدى الأطراف، بل حذّرت المنظّمات الدوليّة مؤخرًا، من أنّ الحصار في عدد من المناطق السورية، يخلّف إعاقات من أنواع مختلفة، متعلّقة بالأمراض المزمنة.
كما اضطر بعض الأطباء في المناطق المحاصرة، إلى بتر أطراف أطفال مرضى، لعدم وجود علاجات مناسبة للحالات الخاصّة.
وتبدو أعداد المصابين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والإعاقات الدائمة، ذات ارتباط وثيق مع مستوى شلل الأطراف الدوليّة والمحلّية، وعجزها عن إيقاف تدفّق النيران في وجوه وأجساد مدنيي سوريا، الذين حملوا من أعوام الحرب، علامات قاسية، لا يمكن أن تمحوها عشرات الأعوام القادمة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :