استنفار على الحدود الجنوبية.. حوض اليرموك هدفٌ لإسرائيل و”الجيش الحر”
عنب بلدي – خاص
شهدت المنطقة الجنوبية على الحدود مع الجولان المحتل مطلع الأسبوع الماضي، استنفارًا أمنيًا وعسكريًا من قبل “جيش الدفاع الإسرائيلي”، بعد الاشتباكات والمواجهات بين عناصر يتبعون لـ”جيش خالد بن الوليد” المتهم بمبايعته لتنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات إسرائيلية.
على خلفية هذه الاشتباكات، استقدم الجيش الإسرائيلي عدة دبابات إلى الحدود السورية من جهة الجولان المحتل، ترافقت مع تحليق مكثف للطيران الحربي إلى المنطقة التي وقع فيها الاشتباك.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن “القوات الإسرائيلية مستعدة على الحدود الشمالية، ولن تسمح لعناصر داعش أو عناصر معادية أخرى باستخدام غطاء الحرب في سوريا لإثبات نفسها قرب الحدود”.
وتزامنًا مع هذه الاشتباكات على حدود الجولان المحتل، أصدرت فصائل “الجبهة الجنوبية” في المنطقة بيانًا، دعت فيه سكان حوض اليرموك للابتعاد عن المقرات العسكرية، لـ ”جيش خالد” واعتبارها “هدفًا مشروعًا للفصائل”، وتوعدت بتخليص سكان المنطقة من “ممارسات الجيش” على مدى سنوات مضت.
هذا البيان تبعه بعد يومين اشتباكات، بين فصائل “الجيش الحر” و”خالد بن الوليد”، في حوض اليرموك، حيث استهدفت فصائل الجبهة الجنوبية، المواقع التابعة لـ “جيش خالد” بالمدافع وراجمات الصواريخ، وتركزت محاور الهجوم في مناطق عين ذكر وسد كوكب، بالإضافة لسد سحم الذي شهد هدوءًا في تلك الفترة.
ومع تزاحم الأحداث العسكرية في الجبهة الجنوبية، سواء المعارك التي تشهدها قوات “الجيش الحر” مع “جيش خالد، أو حالة الاستنفار الأمني للقوات الإسرائيلية، نشرت عدة مواقع ووسائل إعلامية محلية، خبرًا مفاده سيطرة قوات إسرائيلية على بلدة كفرالما، الواقعة في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، على مقربة من المنطقة المنزوعة السلاح بين الجولان المحتل والأراضي السورية.
وتواصلت عنب بلدي مع مصدر مطّلع في حوض اليرموك (رفض الكشف عن اسمه)، ونفى هذه الأنباء جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن القرية الصغيرة مازالت ضمن مناطق سيطرة جيش “خالد بن الوليد”.
تقع قرية كفرالما في حوض اليرموك، على مقربة من بلدة الجملة، وتطل على السفح الغربي لوادي “الرقاد”، وتبعد عن محافظة القنيطرة 50 كيلومترًا، وهي منطقة غنية بالينابيع والشلالات والأراضي الخصبة، إلا أنها خالية من السكان.
خضعت كفرالما لسيطرة الكيان الإسرائيلي حتى عام 1973، حينما عادت إلى سوريا مع مدينة القنيطرة وبعض القرى والبلدات المحيطة، ولم يتجاوز عد سكانها 200 نسمة، بحسب مصدر عنب بلدي.
لكنها اليوم عبارة عن بلدة مهدمة لا وجود للحياة فيها، سوى مقبرة صغيرة يتردد الأهالي عليها كل حين.
صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إلى جانب عدد من المواقع السورية المحلية، الموالية للنظام والمعارضة له، اتفقت على أن القوات الإسرائيلية اجتاحت القرية وفجّرت منازل فيها، إلى جانب تفجير مبنى مهجور تابع للقوات الدولية (UN)، اتخذه “جيش خالد” سجنًا له.
ونفى المصدر أي توغل بري للقوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن مبنى القوات الدولية دمرته المقاتلات الإسرائيلية في بداية الاشتباكات، ومسحته عن وجه الأرض، نافيًا في الوقت ذاته تحويله من قبل “جيش خالد” إلى سجن يحتوي أسرى ومعتقلين، كما ورد.
وتزامنت إشاعات التوغل الإسرائيلي في سوريا، مع أنباء عن معركة في حوض اليرموك بمشاركة الطيران والمدفعية الإسرائيلية، والقوات البرية التابعة لـ “الجيش الحر”، بعد عدة طلعات، ورصد دائم لطيران الاستطلاع الإسرائيلي للمنطقة.
في حين تناقل عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تسريبات باقتراب الإعلان الرسمي عما يسمى “جيش حوران”، والذي يضم كلًا من”جيش اليرموك” و”المهاجرين والأنصار”، والتي تنضوي ضمن الفصائل العاملة في ريف درعا الشرقي فقط.
هذه الأحداث الزمنية المتواترة التي شهدتها الجبهة الجنوبية في أقل من أسبوع، من الإعلان عن معركة ضد “جيش خالد”، والتمهيد والاشتباكات التي بدأت، إلى الأنباء التي تحدثت عن اندماج فصائل ريف درعا الشرقي نهاية الأسبوع الجاري، تنبئ بعملية عسكرية كبييرة تحضر لها فصائل “الجيش الحر” في المنطقة بهدف طرد عناصر “جيش خالد بن الوليد” من منطقة حوض اليرموك، ولا يستبعد أن تكون هذه العملية العسكرية بدعم عسكري جوي وبري من قبل القوات الإسرائيلية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :