النظام السوري يجهّز لمعركة “حاسمة” في ريف حماة الشمالي
عنب بلدي– خاص
تحشد قوات الأسد والميليشيات الرديفة، مئات من مقاتليها في المحور الشمالي لمدينة حماة، بغية شن هجوم جديد تستعيد من خلاله القرى والبلدات التي تقدمت لها فصائل المعارضة سابقًا، بالتزامن مع “انتصارات” ميدانية حققها النظام وحلفاؤه في محافظة حلب.
معركة حماة، والتي أطلقتها فصائل معارضة، إسلامية وأخرى تنتمي إلى “الجيش الحر”، أواخر آب الماضي، كانت تعرضت لانتكاسات كبيرة، السبب الرئيسي فيها الاقتتال بين “جند الأقصى” وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، والذي انتهى بانضمام “الجند” إلى جبهة “فتح الشام” رسميًا.
حققت المعارضة في شهري آب وأيلول تقدمًا لافتًا، يعد الأول من نوعه منذ انطلاق الثورة في آذار 2011، وسيطرت على نحو 15 مدينة وقرية في المنطقة، أبرزها: مدن حلفايا وطيبة الإمام وصوران، وبلدات معردس وكوكب ومعان، وقرى البويضة والطليسية والزغبة، وغيرها.
استغلت قوات الأسد الاقتتال الدائر بين الفصيلين، في الأسبوع الأول من تشرين الأول، واستعادت سيطرتها على معظم المناطق التي تقدمت لها فصائل المعارضة، لتبقي الأخيرة سيطرتها على طيبة الإمام وحلفايا والناصرية فقط، وتواجه منذ ذلك الوقت هجمات متقطعة من قوات الأسد والميليشيات الرديفة.
تسيطر فصائل المعارضة حاليًا على عدد من المدن والبلدات في ريف حماة الشمالي، أبرزها طيبة الإمام، مورك، كفرزيتا، اللطامنة، حلفايا، لطمين، كفرنبودة، البويضة، اللحايا، والزكاة، ويبدو أنها ستكون هدفًا جديدًا لقوات الأسد والميليشيات الأجنبية والمحلية الرديفة، لا سيما بعد فشل المعارضة في إطلاق جولة جديدة من المعارك في ريف حماة، خلال تشرين الثاني الماضي، وعدم تحقيق أي نتائج في جولة مواجهات استمرت ساعات فقط.
وأكد مصدر مطلع في “الجيش الحر” لعنب بلدي، أن قوات الأسد عملت في الأسابيع الماضية على حشد أرتال من القوات البرية في بلدة معردس ومدينة صوران، في الريف الشمالي، وأن هذه القوات تنتمي بمعظمها إلى الميليشيات المحلية، وأبرزها: قوات “صقور الصحراء”، “مجموعة الفهود”، “الدفاع الوطني”، “حزب الله” السوري، “نسور الزوبعة”، وأخيرًا “درع القلمون”.
وكانت ميليشيا “درع القلمون” أعلنت في منشور عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، الجمعة 2 كانون الأول، أن مقاتليها سيشاركون في معارك تهدف إلى استعادة السيطرة على مدينتي مورك وطيبة الإمام، مشيرة إلى أن مقاتليها شاركوا في تشرين الأول الماضي في معارك حماة، واستعادوا برفقة قوات الأسد السيطرة على قرى وبلدات كانت قوات المعارضة تقدمت إليها في وقت سابق.
يحتوي الريف الشمالي لحماة على عدد من الفصائل المحلية التابعة لـ “الجيش الحر”، أبرزها “جيش العزة”، و”جيش النصر”، و”جيش التحرير”، و”الفرقة الوسطى”، إلى جانب حركة “أحرار الشام الإسلامية”، وتجمع “أجناد الشام”، وفصيل “أبناء الشام”، ومجموعات تتبع لـ “جند الأقصى”، والذي انضوى مؤخرًا في جبهة “فتح الشام”.
تعثرت معركة حماة أكثر من مرة، لأسباب تعلقت بمعظمها بالأوضاع الميدانية في حلب، ويتخوف ناشطو المحافظة من استغلال النظام وحلفائه الارتباك بين الفصائل والخلافات المتجددة والعقيمة، والاستحواذ على معظم المناطق “المحررة” شمالًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :