الزواج من خارج المدينة.. الظروف تجبر السوريين على كسر القواعد

  • 2016/12/04
  • 12:10 ص
زواج طفلة عمرها 13 عامًا في درعا (انترنت)

زواج طفلة عمرها 13 عامًا في درعا (انترنت)

ضياء عودة – عنب بلدي

تحولت طقوس الزواج عند العديد من الشبان في سوريا، من تقاليد سادت سابقًا في جميع المدن والمناطق السورية، إلى عادات خلقتها ظروف الحياة الجديدة، من لجوء وهجرة وبعد عن الأهل، متجهين بذلك لمواكبة واقع جديد فرض عليهم.

التزم الشباب قبيل أحداث الثورة السورية بمجموعة من القواعد التي حددت طريقة زواجهم، فمن النادر أن تجد من يفكر بالزواج بفتاة من مدينة أو محافظة أخرى، فالرائج والمتعارف عليه هو الزواج من نفس المنطقة، ومن عائلات مقربة ومعروفة.

النزوح واللجوء يغيران القواعد

أجبرت حالات اللجوء والنزوح أكثر من نصف الشعب السوري على تغيير إقاماتهم، ودفعتهم للاحتكاك بمجتمعات جديدة من مدن ومحافظات سورية أخرى، وفرضت عليهم ظروفًا خاصة، غيّرت من عادات المجتمع وأعرافه.

يقول الشاب حازم صواف من مدينة حمص، لعنب بلدي، “عند وصولي إلى مدينة إدلب هربًا من خدمة الاحتياط، سكنت في شارع ضم عائلات من كافة المحافظات السورية، وهذا الأمر قلما وجدناه سابقًا في المدن السورية”.

“العرف” في أي منطقة كان حاضرًا في أصعب الظروف، والعادات والتقاليد لم تتغير سابقًا، لكنها الآن خرجت من النطاق الذي حكمها في الأيام السابقة.

يضيف حازم “تزوجت بعد سنتين من وصولي إلى مدينة إدلب من فتاة حلبية، كنت قد تعرفت على والدها أثناء وصولي المدينة. في حمص كنت أجد أنه من الصعب الإقدام على هذه الخطوة ، إلا أن الظروف التي مررت بها غيرت نظرتي لهذا الأمر”.

حازم واجه معارضة من عائلته في البداية، “كون الظاهرة جديدة على البيئة العائلية”، لكن “انقطاعه عن أهله وصعوبة وصولهم إليه في ظل حواجز النظام حال دون ذلك”.

تشكيلة مجتمعية ضمتها مدن سورية

شهدت عدة مدن سورية في الآونة الأخيرة حركة نزوح كبيرة من مدن أخرى بسبب القصف وحالات الاعتقال.

مدينة إدلب كانت الحاضنة الرئيسية للتركيبة الجديدة من سكان المحافظات السورية، الأمر الذي خلق بدوره جوًا اجتماعيًا جديدًا جمع عائلات من مدن حمص وحلب وحماة، لم يعتادوا عليها في السنوات التي سبقت الثورة.

سكان مدينة حلب اعتادوا في الأيام السابقة، بحسب الشاب الحلبي محمد منصور، على الاهتمام بطريقتهم الخاصة في الزواج من نفس المدينة، لكن “ظروف الحرب قلبت مفاهيم كثيرة في هذه العادات، لما عانى منه العديد من الشبان والفتيات مع عوائلهم أثناء النزوح والانتقال من مسكن إلى آخر”.

طقوس جُمعت من بيئاتٍ مختلفة

تعتبر الحرب وهجرة الشباب السبب الرئيسي لتغير طقوس الزواج، من خلال الأثر الذي طرأ على الكثير من مناحي الحياة المتعلقة بالتقاليد المعروفة، ما أدى لاختلاط طقوس وعادات كانت منتشرة في عدة محافظات ومدن سورية.

يتابع الشاب حازم “الظروف الحالية التي تمر على العديد من الشبان غيرت وعي الغالبية العظمى من الأهالي، فأصبحوا يقدّرون ظروف الشبان الصعبة وقلة فرص العمل والوضع المعيشي والاقتصادي المزري الذي تمر به البلاد، لذلك تكون طلباتهم سهلة وغير ملزمة، كما كانت عليه سابقًا”.

يعد العثورعلى شريك الحياة المناسب لدى السوريين النازحين واللاجئين من بين التحديات الكبيرة التي تواجههم، خاصة مع انعدام وجود الأهل، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تزويج أبنائهم، فللعادات والتقاليد دور كبير في المجتمع، وتؤثر بشكل أو بآخر على حلم الشباب بالاستقرارالعاطفي، لكن هذه الأمور لم تعد كما كانت، فالشباب بدأوا يكسرون القاعدة في ظل ظروف فُرضت عليهم، كان لا بد من التأقلم معها.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع