محققو الأمم المتحدة حول استخدام الكيماوي يغادرون دمشق.. وتقريرهم قد يستغرق أسبوعين
عنب بلدي – العدد 80 – الأحد 1-9-2013
غادر فريق محققي الأمم المتحدة دمشق يوم السبت 31 آب بعد إنهاء مهمته في غوطتي دمشق، في الوقت الذي صرح فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن النتائج النهائية لتحليل العينات التي جمعها الفريق قد لا تكون جاهزة قبل أسبوعين.
وقد قام الفريق بسلسلة زيارات لمواقع تعرضت للهجوم الكيماوي الأخير في 21 آب الفائت الذي أسفر عن أكثر من 1400 شهيد، جمعوا خلالها عينات وصور من أماكن تضررت مباشرة بالصواريخ التي استهدفت الغوطة.
شملت جولة المحققين مدينة المعضمية يوم الاثنين الماضي، وهي الأكثر تضررًا في الهجوم، بعد إصابة موكب السيارات الخاصة بالفريق على اوتستراد الأربعين الذي تسيطر عليه قوات الأسد، وشهدت المدينة عقب مغادرة اللجنة قصفًا عنيفًا بالصواريخ وغارات للطيران الحربي، ومحاولات لاقتحامها تركز في الجهة الشمالية الشرقية.
كما استطاعت اللجنة الوصول إلى الغوطة الشرقية يوم الأربعاء بعد إيقافها قرابة ساعة على حاجز المليحة التابع لقوات الأسد، فيما تكفل مقاتلو الجيش الحر بحمايتها في المليحة وإيصالها إلى زملكا.
والتقت خلال الزيارتين ناشطين ومدنيين أصيبوا خلال الضربات الكيماوية.
وبث ناشطون تسجيلات مصورة للبعثة في كلا الغوطتين، يظهر فيها الخبراء الأمميون وهم يجمعون العينات، ويحاورون الأهالي، كما تظهر مرافقة عناصر من الجيش الحر لهم.
وأخيرًا قام المحققون بزيارة مستشفى المزة العسكري الذي يخضع لسيطرة قوات الأسد، لزيارة جنود يشتبه في تعرضهم لغازات سامة.
وبعد انهاء مهمته في دمشق عبر الفريق الدولي صباح السبت الحدود السورية إلى لبنان، ورفض أعضاء البعثة الإدلاء بأي تصريح أثناء عبورهم الحدود، ولم يتسن للصحفيين مقابلتهم نظرًا للإجراءات الأمنية المشددة.
إلى ذلك أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن نتائج التحقيقات في سوريا لن تعلن قبل اكتمال التحليلات المعملية اللازمة، رافضًا تقدير المدة التي سيستغرقها الانتهاء من هذه التحليلات، لكنه أكد أنها ستجري وفقًا للمعايير العلمية المطبقة في الأمم المتحدة للحد من انتشار الأسلحة الكيمائية، وأنها ستجري في معامل في أوروبا تحت إشراف فريق المفتشين المكون من 13 خبيرًا.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن أن النتائج النهائية لتحليل العينات قد لا تكون جاهزة قبل أسبوعين، وذكر دبلوماسيون أن بان كي مون أبلغ مندوبي الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة بهذا الأمر خلال اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك يوم الجمعة، في حين سيبلغ أعضاء الفريق الأمين العام تقريرًا شفويًا بالزيارة.
بدوره دعا الائتلاف الوطني السوري –في بيان له- بعثة التحقيق إلى التعجيل في بيان الحقيقة وكشفها للعالم بأسره، مشيدًا بـ «أبطال الجيش السوري الحر الذين رافقوا طاقم البعثة وأمنوا سلامة أفراده وعملوا على تسهيل أعماله وتحييد الصعوبات»، مؤكدًا أنهم هيأوا كافة «الظروف الملائمة لوجستيًا لتحقيق شفاف ونزيه يكشف الحقيقة ويدحض افتراءات المجرمين»، محملًا نظام الأسد مسؤولية الضربات.
واكتفى النظام -الذي ينسب الهجوم الكيماوي إلى مجموعات إرهابية تدعمها المعارضة- برفضه أي «تقرير جزئي» لمفتشي الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة انتظار «التحاليل المخبرية»، على لسان وزير الخارجية وليد المعلم.
يذكر أن مهمة لجنة التحقيق هي إثبات فيما إذا كان السلاح الكيماوي استخدم بحق المدنيين أم لا، دون تحديد مدبري الهجوم بحسب الأمم المتحدة، وكانت الأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق مع النظام السوري بدخول بعثة للتحقيق في استخدام الكيماوي، إذ وصلت إلى دمشق في 18 آب الجاري قبل استهداف الغوطتين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :