عنب بلدي – العدد 80 – الأحد 1-9-2013
شهدت الحدود السورية الشمالية مع إقليم كردستان العراق حركة نزوح كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين قدرتها الأمم المتحدة بـ أكثر من 44 ألف لاجئ، تاركين منازلهم وأراضيهم فارغة، في حركة هي الأكبر منذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، التي سمحت بدخول اللاجئين الكرد السوريين، ارتفاع أعداد الداخلين إلى الاقليم منذ 15 آب المنصرم إلى اكثر من 50 ألف لاجئ.
وتعود أسباب حركة النزوح هذه إلى إغلاق المناطق الكردية السورية، وانعدام المساعدات الإغاثية أو المعونات الدولية للناس هناك مما اضطرهم إلى ترك مناطقهم، وفق تصريحات سيامند عثمان مسؤول اللجنة المشرفة على المعبر الحدودي في سيمالكا، الذي أضاف بأن المناطق الكردية أصبحت حاليًا فارغة من سكانها، في حين بدأ «مواطنون عرب سوريون» يسكنون هذه المناطق بعد استئجارها أو شرائها من النازحين إلى كردستان العراق.
وعزا ناشطون أسباب النزوح الكبير إلى كردستان إلى التخوف من اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من أحزاب كردية مثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» ومقاتلين من كتائب إسلامية متشددة أهمها «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مازالت مستمرة في الشمال الشرقي لسوريا، وخصوصًا بعد توارد الأنباء بأن «الدولة الإسلامية» تحتجز مدنيين أكراد للضغط على «قوات حماية الشعب» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي والتي تدير أغلب المناطق الكردية في سوريا.
وأكد ديندار زيباري، مساعد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق، أن النزوح لايزال مستمرًا ولكن بشكل أقل عما كانت عليه خلال الأسبوع الماضي، مشددًا أن هناك استعدادات مكثفة من قبل حكومة إقليم كردستان لتلبية متطلبات اللاجئين من خلال اقامة مخيمات جديدة.
وأضاف زيباري في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء 27 آب، أن أكثر من 60 بالمئة من اللاجئين السوريين يعيشون في المدن والقصبات، وكشف عن زيارة قريبة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس لإقليم كردستان ستخصص للقاء المسؤولين في حكومة اقليم كردستان وتفقد أوضاع النازحين وزيارة مخيم «كوروكوسك» للاجئين السورين في أربيل.
وميزت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها بين اللجوء إلى إقليم كردستان واللجوء إلى دول أخرى كلبنان والأردن وتركيا، إذ يتلقى اللاجئون في كردستان ترحيبًا واهتمامًا كبيرًا على عكس ما يتلقاه اللاجئون إلى البلدان الأخرى حيث حمل توترات طائفية وعرقية ما شكل تحديًا كبيرًا للحكومات، لكن التقرير لم يغفل ما يحمله الطريق إلى كردستان من مخاطر، كما أشار التقرير إلى تهديدات رئيس الإقليم مسعود برزاني بإرسال قواته الأمنية «البشمركة» بهدف «الدفاع عن الكرد في سوريا»، محاولًا كسب جميع الأكراد في المنطقة وليس في كردستان العراق فقط.
يذكر أن وفدًا من المجلس الوطني الكوردي توجه في وقت سابق إلى تركيا بناءً على دعوة من رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، في محاولة لحل القضية الكردية والاعتراف الدستوري بالشعب الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية.