عنب بلدي – أريحا
تمكن الجيش الحر من استعادة السيطرة على مدينة أريحا في ريف إدلب يوم الأربعاء 28 آب، فيما ردت قوات الأسد بقصف عنيف بالبراميل المتفجرة أسفر عن أكثر من 60 شهيدًا.
نفذ الجيش الحر متمثلًا بألوية صقور الشام وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة وألوية وكتائب شهداء سوريا يوم الاثنين 19 آب الماضي معركة «كسر القيود عن أريحا الصمود»، الواقعة على أوتوستراد حلب–اللاذقية، بسبب تردي الأوضاع الإنسانية فيها ولفتح طريق للإسعاف أو لخروج الناس منها.
وبدأت العملية بنسف ثلاثة حواجز وهي حاجز تجمع النفق وحاجز التل وحاجز حديقة العشاق الذي يقع في الحي الغربي، ثم تمكن الثوار من اقتحام المدينة بعد تدمير ثلاث دبابات (T72) واغتنام عدد من الأسلحة التي كانت موجودة في الحواجز وقتل عدد من جنود النظام بينما فر آخرون إلى حاجز كروم خارج المدينة، كما أسفرت المعركة عن سقوط عدد من الثوار من بينهم القائد العسكري في ألوية صقور الشام.
في الوقت ذاته، قام الجيش الحر بتحرير حاجز جسر كفرنجد الذي يقع على اوتوستراد حلب–اللاذقية وانسحب على إثره حاجز مدخل مدينة أريحا باتجاه معسكر المسطومة، وبذلك تمكن الثوار من قطع الأوتوستراد الذي يعد عصب مدينة إدلب، والسيطرة على الطريق الدولي.
بدورها ردت قوات الأسد على تحرير المدينة بقصفها بالبراميل المتفجرة والراجمات، وشنت العديد من الغارات الجوية الحربية ما أدى إلى تهديم المدينة على رؤوس ساكنيها، بينما هُجّر من بقي في المدينة منها عنوةً إذ بلغت نسبة النازحين 60% من السكان، بعد سقوط أكثر من 60 شهيدًا وأكثر من 300 جريح حالة العديد منهم خطرة، بينما لا يزال العديد في عداد المفقودين ممن دفنوا تحت الأنقاض، واستمر القصف لأكثر من عشرة أيام بحسب فريق «أريحا اليوم» الإعلامي.
إنسانيًا، تعاني المدينة من دمار كبير ونقص حاد في الأدوية وسيارات الإسعاف، إذ يقول ليث العبد الله، وهو مسعف من سراقب، أنه ذهب بسيارة الإسعاف إلى المدينة بعد توجيه نداءات استغاثة لكافة طواقم الإسعاف في ريف إدلب. ويتابع: «لن أنسى في حياتي ما رأيت، الدمار ومنظر الجثث تحت الأنقاض، كيف يمكن أن تصف حالتك وأنت تعرف أنه يمكن أن يكون هناك مصابون أو أحياء تحت الأنقاض لكنك لا تستطيع النزول إليهم وإخراجهم، هذا عجز كبير وقسوة حياة وظلم للبشرية كلها». كما يزداد الوضع سوءًا بسبب استمرار القصف بالبراميل المتفجرة.
يذكر أن الجيش الحر أعلن أريحا مدينة محررة قبل شهر تقريبًا لكنه عاد وانسحب منها ودخلتها قوات الأسد، وحاول استقطاب سكانها وإقناعهم بحمل السلاح ومحاربة «الإرهابيين»، إذ تشكلت حينها ما يسمى بـ «اللجان الشعبية».
كما تعتبر مدينة أريحا بداية طريق اللاذقية وتمثل صلة الوصل بين مدينة إدلب وطريق المعرة وطريق حلب وتقع على سفوح جبل الأربعين الذي هو امتداد لجبل الزاوية، ويبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة وتعاني من حصار دام أكثر من سنتين يتمركز على أطرافها أكثر من اثني عشر حاجزًا ، ويضطر أهلها لسلك طريق وعرة سيرًا على الأقدام للخروج منها في الحالات الطارئة.