“أميران” للمؤمنين في العالم الإسلامي.. من يبايع من؟
بعد 11 عامًا من الامتناع عن الإدلاء بتصريحات للصحفيين، خرج ملك المغرب، محمد السادس، ليعلن نفسه في زيارته إلى دولة مدغشقر الأفريقية “أميرًا المؤمنيين بجميع الديانات”.
ملك المغرب أو “أمير المؤمنين”، كما وصف نفسه، قال بعد إطلاق مشاريع في مدغشقر إن “الإشاعات التي تفيد، بأن هذه المشاريع لن تعود بالنفع سوى على الطائفة المسلمة، لا أساس لها من الصحة، فهذه المشاريع موجهة بطبيعة الحال، لمجموع الساكنة، وملك المغرب هو أمير المؤمنين، المؤمنين بجميع الديانات”.
محمد السادس هو “الأمير” الثاني للمسلمين خلال عامين، بعد أبو بكر البغدادي، الذي قال إنه لم يخالف رأي قادته وأمرائه بمبايعته كأمير وخليفة للمسلمين في 2014، فقبل البيعة وأعلن عن تأسس “الدولة الإسلامية”.
“الأميران” يختلفان عن بعضهما، فالأول نادر الظهور على الإعلام، ويصفه العالم بـ “المسردب”، وقد أسهم مع مقاتلي دولته، عبر التفجيرات وتسجيلات الإعدام، في تشويه صورة الإسلام وربطه بـ “الإرهاب”.
و”البغدادي” هو إبراهيم عواد السامرائي، وبات “الجهادي” الأول في العالم بعد إعلان الخلافة، وشقّ عصا الطاعة عن تنظيم “القاعدة”.
أما “الأمير” الجديد، فهو دائم الظهور على الشاشات وبين شعبه، لكنه يفرض طقوسًا من العبودية بالركوع له وهو على ظهر صهوة خيله، أو حمل عرشه على الأكتاف، إضافة إلى مظاهر الخضوع وتقبيل اليد لـ “ابن الأمير” الصغير في مشاهد تعيدنا إلى عصر العبيد.
وهو الملك الثالث والعشرون لسلالة العلوين في المغرب، التي تحكم المغرب منذ عام 1666، وعيّن في منصبه خلفًا لوالده الحسن الثاني، في 2009.
لكن ما يجمعهما، هو أنه بمتابعة سريعة لمواقع التواصل الاجتماعي، وردود الفعل على تصريحات “الأمير الجديد”، هو أن الشعوب العربية والإسلامية لا تعطي أهمية لكليهما ولا تعترف بإمارتهما، بل تتساءل عن الحقّ في تنصيب نفسهما.
البغدادي والسادس لم يكونا وحدهما في إعلان “إمارة” على المسلمين، فقد سبقهما رئيس ليبيا السابق، معمر القذافي، عندما وصف نفسه بـ “عميد حكام العرب، وملك ملوك إفريقيا، وإمام المسلمين” في 2009، قبل أن يقتل في 2011، على يد “ثوار” ليبيا.
يسخر رواد مواقع التواصل من “الإمارات” المتكررة، متسائلين أنه عندما يعلم أمير المؤمنين الأول، أبو بكر البغدادي، بظهور أمير آخر في المغرب العربي، ماذا ستكون ردة فعله، وهل يطلب منه مبايعته أو يعلن الحرب عليه؟ خاصةً وأن بعض خطباء تنظيم “الدولة” اعتبروا أنه لو خرج النبي محمدٌ لبايع دولة الخلافة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :