إثر تجربته في المعتقل لستة أشهر قضاها بين مطار المزة العسكري ومقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية، يروي أحمد تفاصيل يومية عن حال المعتقلين، وهندسة وبناء مطار المزة العسيبكري، كما خبره مدة اعتقاله، إذ ذكر أن نسبة كبيرة من معتقلي داريا يتم تحويلهم بداية إلى مطار المزة العسكري، وفيه صالتان كبيرتان تحوي كل منهما 200 معتقل تقريبًا، يزورهما كل معتقل -على الغالب-، قبل انتقاله إلى فرع التحقيق ضمن المطار، نسبة كبيرة منهم من شباب داريا والبقية من مناطق ومحافظات أخرى.
ويوجد في المطار «فرع قديم»، و “فرع تحقيق جديد» أنشئ بعد انطلاق الثورة 2011، وضمن كل فرع يوجد عدد كبير من الزنزانات، وبداخل كل واحدة منها ما لا يقل عن خمسة عشر معتقلًا، وهي أساسًا مجهزة لعشرين معتقلًا.
ويتميز «فرع التحقيق الجديد» باحتوائه عدة طوابق، بالإضافة إلى القبو، وبعض الزنزانات المخصصة للنساء، وأيضًا يوجد مكان اسمه «الدراسات»، ويوجد صالة أخرى اعتاد المعتقلون تسميتها «الصالة 400»، وهي صالة كبيرة فيها بين 400-450 معتقل، وهي مجهزة لاستيعاب ألف معتقل، وتعتبر هذه الصالة «من إصلاحات بشار الأسد»، إضافة إلى «المدرجات» وهي صالة رياضية كبيرة على شكل مدرج، ينام فيها كل ثلاثة معتقلين على درجة واحدة، وفيها ما لا يقل عن 300 معتقل.
وبعد انتهاء المعتقل من التحقيق يودع المعتقل -أي برسم الأمانة- في أحد المعتقلات إلى أن يتم الإفراج عنه أو يعاد إلى التحقيق مرة أخرى، وتكون معتقلات الإيداع عبارة عن عدة مهاجع في سجن عدرا المركزي، أو يحوّل إلى «الإدارة»، والتي تسمى حسب موقعها باب توما أو القصاع، وفيها عدد كبير من المنفردات، يتجاوز 48 منفردة (مساحتها متر بمترين) مخصصة لسجين واحد كما تضم عددًا كبيرًا من المهاجع بسعة ما يقارب 200 معتقل، والاحتمال الثالث أن يُركن السجين إيداعًا في «آمرية الطيران» المتمركزة في دمشق خلف المريديان، وفيها عدد كبير من المنفردات، وعدد من المهاجع، وأكثر من 1000معتقل، فيما يكون الإيداع الأصعب في «الفرقة الرابعة» التي تضم 5 مهاجع كبيرة بسعة ما بين 70-100شخص.
وتتسم الأفرع السابقة بأن تعذيب المعتقلين يتم فيها مؤخرًا بشكل علني وصريح، وتعرض قسم منهم للموت تحت التعذيب، بينما تعرض قسم آخر للموت اختناقّا نتيجة تواجد عدد كبير من المعتقلين في مكان ضيق يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة البشرية.
وأشار أحمد إلى اختفاء عدد كبير من المعتقلين أو تحويلهم إلى جهات مجهولة، وكذا سجلت حالات إصابات بأمراض الجرب والحساسية والتهاب الكبد بشكل لا يوصف.
يقول صديق أحمد «كنت معتقلًا في الصالات، وكانت نسبة 3 بالمئة من المعتقلين فقط غير مصابين بالتهاب الكبد، وذلك نتيجة قلة المياه هناك والحمامات السيئة جدًا، وتخصيص مرات الدخول إلى الحمام مرتين فقط في اليوم ينتظر عنصر الأمن على باب الحمام ليمنع المعتقل من المكوث أكثر من ثوانٍ معدودة، إضافة إلى تسجيل حالات كثيرة من الإصابات بالجلطات الدماغية والصدمات العقلية لهول المعاناة في داخل الزنزانات.»
تنشر التتمة في العدد القادم..