النظام وروسيا يحاولان "ابتلاع" أحياء المدينة الشرقية
حلب.. تحرُّك اللحظات الأخيرة
عنب بلدي – خاص
تتسارع الأحداث على أطراف الأحياء الشرقية من مدينة حلب، فبينما تحاول قوات الأسد والميليشيات الرديفة بدعمٍ روسي قضم تلك الأحياء تدريجيًا، والتغلغل لضمها إلى مناطق سيطرة النظام، تسعى الأمم المتحدة إلى فرض تهدئة في المنطقة، لإدخال المساعدات الإنسانية وإخلاء المصابين، الأمر الذي رحّبت به فصائل المعارضة، المطالبة بالتحرك قبل فوات الأوان.
حتى الساعة الخامسة من عصر السبت، 26 تشرين الثاني، تقدمت قوات الأسد وسيطرت على مساحات واسعة من حي مساكن هنانو شرق حلب، بعد دخولها منطقة العمالية شمال شرق الحي، بينما تراجعت فصائل المعارضة في المنطقة إلى حي الصاخور المجاور، بعد أن تقدمت الجمعة واستعادت المعارضة منها جميع النقاط، في حين تستمر الاشتباكات على جبهات بستان الباشا (شمال شرق)، والشيخ نجار (شرق)، والشيخ سعيد جنوب المدينة.
ووفق آخر حصيلة للضحايا والجرحى، حصلت عليها عنب بلدي من مدير الدفاع المدني في حلب، إبراهيم الحاج، فقد وصل عدد الضحايا من المدنيين إلى 510 أشخاص، بينما جرح أكثر من 1450 آخرين، وتوقّع الحاج تزايد العدد في ظل استمرار القصف بشكل مكثف على الأحياء على مدار 12 يومًا على التوالي حتى السبت.
المعارضة محكومة بالصمود
وفق ما أعلنت الأمم المتحدة فإنها تملك موافقة شفهية من روسيا على خطتها الإنسانية ذات النقاط الأربع، بينما مازالت تحتاج موافقة كتابية غير مشروطة منها، وردًا واضحًا من النظام السوري.
وتتمحور الخطة حول إدخال المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية العاجلة إلى المحاصرين في حلب الشرقية، وإجلاء الحالات المستعصية للجرحى والمصابين ممن يود الخروج. |
لقراءة سير الأوضاع في مدينة حلب تحدثت عنب بلدي إلى ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة “نور الدين زنكي”، واكتفى بالقول إن الفصائل محكومة بالصمود “والدفاع عن أهلنا ولا خيارات أخرى سوى ذلك”.
ومع مجهولية ما ستؤول إليه الأمور في الأحياء الشرقية من المدينة، وصف العميد أحمد بري، رئيس أركان “الجيش الحر” في حديثه إلى عنب بلدي الوضع بـ”الصعب”، موضحًا أن “النظام يحاول تقطيع حلب لأجزاء ليسهل عليه تدميرها ولكنه لن ينجح رغم أنه يدمر البنية التحتية”.
الفصائل توافق على خطة الأمم المتحدة الإنسانية في حلب
وافقت فصائل المعارضة في مدينة حلب على خطة الأمم المتحدة لإيصال المساعدات وعملية الإخلاء من المدينة لأسباب طبية، وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، الجمعة 25 تشرين الثاني، إن الأمم المتحدة مازالت تنتظر “الضوء الأخضر” من روسيا والنظام السوري.
يقع حي مساكن هنانو في البوابة الشرقية من مدينة حلب، ويعتبر من أكبر أحيائها، وتنتشر داخله مجموعات من المباني العشوائية في القسم الشمالي الشرقي، بينما يضم القسم الآخر كتلًا ومباني ضخمة حديثة البناء، وشهد الحي عشرات المجازر بحق المدنيين، أبرزها في كانون الأول 2013، وقتل إثرها أكثر من 70 شخصًا. دخلت فصائل “الجيش الحر”، متمثلة بلواء “التوحيد” حينها، إلى الحي في تموز 2012، بعد أن سيطرت على حاجز الإنذارات وقسم الشرطة ومركز البريد فيه، تزامنًا مع دخول الفصائل إلى حي صلاح الدين جنوبًا. |
وأكد إيغلاند أن مئات الشاحنات جاهزة في تركيا وفي القسم الغربي لمدينة حلب، لافتًا إلى أن المنظمة الدولية بحاجة إلى إخطارها قبل 72 ساعة للتحضير “للعملية الكبيرة والمعقدة والخطيرة”، كما وصفها، مشيرًا إلى أنه تلقى موافقات من حيث المبدأ مكتوبة من بعض الجماعات المعارضة شرق حلب، ممن هم على اتصال مع الأمم المتحدة.
ووفق مصادر إعلامية فإن كلًا من “أحرار الشام الإسلامية” و”نور الدين زنكي” و”الجبهة الشامية” و”فيلق الشام” و”الفوج الأول”، أبلغوا الأمم المتحدة موافقتهم على خطة إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب الشرقية وإجلاء المرضى والمصابين، وأكد عضو المكتب السياسي في “الزنكي” لعنب بلدي صحة الأمر.
وتعليقًا على الأمر قال رئيس أركان “الجيش الحر”، إن الوضع الإنساني متدهورٌ في حلب، وبدأ المدنيون يتأثرون به، مؤكدًا أن “الفصائل ليس لديها مانع من دخول المساعدات، إلا أن المشكلة تكمن مع النظام الذي سيأخذها لنفسه كما هي العادة، ونحن لا نريده أن يستفيد على اسمنا”.
وفق رؤية دي ميستورا، التي نقلها لصحيفة الحياة، السبت 26 تشرين الثاني، فإن روسيا “ليس لديها نية في تدمير حلب، وهذا لا يعني أن النظام سيوقف هجومه”، لكن بحسب ما يجري على الأرض، فيبدو أن روسيا مصممة على إنهاء وجود المعارضة في حلب، وهذا ما تمثل بإعلانها العملية العسكرية، والتي استخدمت فيها سفنها الحربية في قصف مناطق مختلفة من سوريا، منذ منتصف الشهر الجاري.
ويقع على عاتق فصائل المعارضة التحرك لإيجاد حلٍ يخفف من معاناة قرابة 300 ألف مدني داخل مناطق سيطرتها في حلب، إلا أنها تبقى عاجزة دون تدخل دولي إلى جانبها يُمكنها من فك الحصار، في خطوة يصفها محللون ومراقبون للملف السوري بأنها “تحرّك الفرصة الأخيرة” في مدينة حلب، والذي سيبعد شبح تبعيتها بشكل كامل للنظام السوري.
تصريحات:
الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجة: 25 تشرين الثاني
مفارقة: يحترق الغاب في حيفا، بينما في حلب يحترق الانسان.. الصديق الذي هرع إلى حيفا يعجز عن الاستجابة لحلب، تاركًا إياها في وجه شريعة الغاب.
الكاتب والمفكر الموريتاني، محمد مختار الشنقيطي: 25 تشرين الثاني
نقل المعركة إلى علويِّي الساحل، الذين هم عصب النظام والقاتلون باسمه من غير حساب، استراتيجية صحيحة تأخرت كثيرًا عن وقتها.. حلب تُباد بسكوت العرب.
الإعلامي السوري، أحمد موفق زيدان: 26 تشرين الثاني
صمود وإصرار حلب الشهباء، رسالة لكل البلدات التي تهادن بالريف الدمشقي عنوانها نستشهد لكن لا نُهادن.. تعلموا الثبات و الإباء من حلب.
الباحث في الشؤون الجهادية، حذيفة عبد الله عزام: 26 تشرين الثاني
أول خذلان لحلب تقاتل الفصائل وتنازع حماتها فيما بينهم فقد خذلها أبناؤها قبل أن يخذلها أعداؤها وخذلتها الفصائل قبل أن يخذلها الناصر.
الداعية السوري، محمد صالح المنجد: 20 تشرين الثاني
لا مدرسة ولا مستشفى ولامحطة ماء ولاكهرباء ولا مسجد ولا بنى تحتية.. جرحى في الشوارع يموتون نزفا حلب تحترق.
الضابط السابق في الجيش البريطاني، العقيد هاميش دي بريتون غوردون: 26 تشرين
الثاني نظام الأسد أسقط على حلب خلال الأيام الماضية براميل معبأة بالكلور ثماني مرات، والأمر الصادم ليس استخدام هذا السلاح، بل هو أن هذا الاستخدام لم يعد يمثل أخبارًا ذات أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي.
زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي: 26 تشرين الثاني
نحن نعتبر أنفسنا أبناء حلب المضرجة بالدماء التي تقاوم تحت عمليات القصف الضارية على امتداد صمودها منذ ستة آلاف سنة.. أيقونة المعاناة والصمود للعالم البشري لن تركع وستنهض من جديد حرةً أبيةً شامخةً وعامرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :