الأوضاع المعيشية للسوريين مع اقتراب الضربة الأمريكية

  • 2013/09/02
  • 7:59 م

عنب بلدي – العدد 80 – الأحد 1-9-2013
9

التهبت الأسواق السورية بعد التصريحات الدولية المتواردة منذ أيام، لا سيما الأمريكية، بشأن نية بعض الدول الغربية توجيه ضربة جوية لمواقع عسكرية تابعة للنظام في سوريا. إذ توجهت شريحة واسعة من السوريين إلى الأسواق بغية شراء المواد الغذائية التموينية خوفًا من ارتفاع أسعارها أو نفاذها فيما لو تمت الضربة، الأمر الذي أثر أيضًا بشكل مباشر على سعر صرف الدولار، الذي تقلب ارتفاعًا وهبوطًا بنسب عالية خلال الأيام الفائتة.
فعلى الرغم من أن معظم السوريين يعانون نقصًا في السيولة النقدية، إلا أن شراءهم المواد الغذائية وتخزينها يعتبر من أولوياتهم الهامة في ظل السيناريو المرتقب بغية مواجهة أية أزمة غذائية قد تدخلها البلاد عقب الضربة.
ورغم تغير النمط الاستهلاكي للعائلات السورية، إلا أن أسواق العاصمة وريفها غصت بالمشترين لمختلف الأصناف الغذائية القابلة للتخزين، والتي لا تتلف بشكل سريع. أبو أنس صاحب إحدى البقاليات في منطقة الكسوة يقول لعنب بلدي: «مع سماع الناس عن اقتراب الضربة الأمريكية بدأوا بالتوافد على البقالية طالبين كميات من السكر والرز والزيت رغم ارتفاع أسعارها، فهذه المواد أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها».
ولم تكن المواد التموينية فقط ما اتجه السوريون لتخزينه، فالخبز الذي يعتبر من أهم المواد الغذائية اليومية لوحظ إقبالٌ شديد على شرائه في الأيام الماضية، وبذلك شهدت أفران ابن العميد في منطقة ركن الدين، ازدحامًا غير مسبوق منذ بدء أزمة الخبز في دمشق.
واعتبر حامد، وهو أحد أبناء داريا المقيمين في منطقة كفرسوسة، أن الإشاعات حول ارتفاع سعر الخبز وانقطاعه من الأسواق دفعت بالمواطنين إلى زيادة الطلب عليه، ما أدى إلى نقص كميته في السوق. ويضيف حامد بأن سعر الربطة لم يتغير رسميًا، فلا يزال المواطن قادرًا على الحصول على 3 ربطات بسعر 50 ليرة من الأفران الرسمية، لكن فئة من «تجار الأزمات» أصبحوا يبيعونه في «الأسواق السوداء» بسعر 150 ليرة للربطة الواحدة.
من جانب آخر، لم تشهد مدن الشمال السوري أي تغيرات ملحوظة على الأسعار كونها خاضعة بمعظمها لسيطرة الجيش الحر «الذي يقوم بتأمين الخبز والمواد الغذائية للمواطنين»، وفقًا لما قاله حسام، مراسل عنب بلدي في سراقب والذي ذكر أن الأسواق في مدينة إدلب لم تتأثر -حتى الآن- بالضربة المحتملة. وهذا ما أكده أيضًا حارث عبد الحق، الناشط الاعلامي في مدينة حلب/ خلال مقابلة عبر الانترنت مع عنب بلدي قائلًا «الناس في حالة حرب منذ سنتين ونصف، ويرون أن الضربة لن تغير شيئًا في أوضاعهم المعيشية».
أما سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، الذي كان قد استقر عند 195 خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، فقد ارتفع بشكل مفاجئ إلى 240 يوم الأربعاء إثر اعلان روسيا نيتها عدم التدخل العسكري في سوريا في حال قرر التحالف الدولي تنفيذ ضربته، وليصل يوم الخميس إلى 265. وبالتزامن مع الإشارات البريطانية إلى رفض المشاركة بأي عمل عسكري في سوريا انخفض سعر الصرف من جديد إلى 210 يوم الجمعة.
وتأتي محاولات السوريين لتخزين مؤونة الحرب في الشهر الذي يعتبر الأكثر استنزافًا لجيوبهم، كونه شهر المونة والتحضير للمدارس؛ عائقٌ آخر وضعهم أمام تحديات مضاعفة في مواجهة مجهول جديد.

مقالات متعلقة

اقتصاد

المزيد من اقتصاد