هل سمعت باللاعب رقم 12 في كرة القدم، أو هل حضرت مباراة كرة قدم مباشرة على المدرجات، وشاهدت أن جزءًا أساسيًا من حماس المباراة هو أصوات الجماهير وهتافاتهم وتشجيعهم.
الجمهور هو اللاعب الأساسي الذي لا يلعب ضمن المستطيل الأخضر، ويؤمن بتأثيره اللاعبون، له دور حاسم في المواجهة، يميز فريقًا جمهوره عن آخر، هو عصب اللعبة ونكهة الملاعب له تسجّل الأهداف ومعه يحتفل اللاعبون، يهز المدرجات وعلى وقع اعتراضاته ترتجف أقدام اللاعبين.
في مباراة برشلونة وسيلتك الأخيرة في دوري أبطال أوروبا الأربعاء الفائت، اكتفيت كمتابع رياضي بمتابعة الجمهور الغفير والحماسي لنادي سيلتك، بالرغم من تأخره وخسارته من أفضل نادٍ في العالم، بيد أن الجمهور قدم إلى الملعب ليشجع ويستمتع، ولم يتوقف عن الدعم والهتاف حتى نهاية المباراة، كأنهم يشيرون إلى المتابعين أنهم عن قناعة يحبون “سيلتك” ولن يتخلوا عنه رغم الخسارة.
سيلتك الأسكتلندي بالطبع ليس الوحيد، فقد تميزت عدد من فرق كرة القدم بجماهيرها، وأبرزها:
بوكا جونيورز– الأرجنتين
جماهيره مِن أفضل عشرة جماهير كرة قدم في العالم وهو النّادي الأكبر في الأرجنتين، وصاحِب القاعِدة الأكبر من الجماهير.
والملفت أنّ جماهيره على قدر حبهم للنادي إلا أنهم متعصبون إلى حد كبير، ومن شدة جنونهم بالنادي يؤذونه بدفع غرامات كبيرة بسبب التصرفات المجنونة في المدرجات، كإشعال النيران أثناء المباراة.
ليفربول– إنكلترا
من أقدم الفرق في إنكلترا ومن أكثر الفرق الّتي لها جماهير تعدّ من أفضل جماهير كرة قدم في العالم والأول في إنكلترا.
لا يوجد عندهم مفهوم الاحتراف في اِنتِقال اللّاعِبين فكل لاعِب يلعب في ليفِربول هو لاعِب حتّى النِّهايَة في الفريق، ولا يجوز اِنتِقالُه لأي فريق.
سيلتيك– اسكتلندا
يعتبر الفريق الأشهر في اسكتلندا ولديه قاعدة جماهيرية عريضة للغاية، ولدى جمهوره قدرة عالية على الإبداع المستمر والمتجدد.
تجدهم في كل مباراة بشكل مختلف من نماذج الاحتفال والتشجيع لفريقهم المحبب، دائمًا ما يقبلون بالخسارة بروح رياضية رغم أنهم يريدون الفريق منتصرًا دائمًا.
ريفر بلايت– الأرجنتين
يُعتبر جُمهور ريفر بليت أيضًا من أكبر جماهير القارة الأمريكية، والتي دائمًا مَا تظهر بحالات جنون رهيبة في المدرجات، من الاحتفالات الصاخبة وألوانه المميزة القريبة من علم الأرجنتين.
نادي ريفر بلايت في الآونة الأخيرة لم يعد كسابق عهده، إلا أن الجماهير مازالت على نهجها في الاحتفالات لفريقها بشكل مستمر.
فنربخشة– تركيا
فنربخشة التركي، النادي العريق، المشهور بقاعدة عريضة من الجماهير، إذ يعد ثالث أندية الدوري التركي شهرة ومكانة بعد جلاطة سراي وبيشكتاش.
والحَقيقة أن جماهير هذا الفريق لا تستطيع أن تتماسك أعصابها بأي حال من الأحوال، ودائمًا ما تجد الجنون مسيطرًا على أرجاء المدرجات في كل المباريات.
بوزنان– بولندا
تُعتبر جَماهير الكرة البولندية من بين أفضل عشرة جماهير كرة قدم في العالم احتفالًا في المدرجات.
وبالرغم من أن الكُرة البولندية لا يُوجد لها تاريخ في العالم ككل، ولكن هذا الفريق في الدوري البولندي يشتهر بجمهوره الرائع في كل مبارياته، فهو يعتبر أكثر جمهور في العالم يستطيع أن يقوم بإضافات رائعة مهما كان حجمها وتكلفتها، ويعتبر متابعوه بالفعل أوفياء لناديهم.
بروسيا دورتموند– ألمانيا
من غير الممكن أن نتكلم عن جماهير كرة القدم وننسى جمهور دورتموند العريق، أحد الأندية الألمانية الكبيرة.
واشتَهر جمهور هذا النادي بحبه ووفَائِه بجنون لفريقه، فالمدرجات تبدع في الأعلام الكبيرة للاحتفال بالنادي، ويشتهر متابعوه بتقديم العون والمساعدة للفريق في كل الظروف حتى في حال الخسارة أو أنه ليس في أفضل حالاته.
من الطبيعي في ألمانيا، عندما تكون المباراة لدورتموند أن تجد المدرجات ممتلئة ويسيطر عليها اللونان الأصفر والأسود، كما تتلون شوارع مدينة دورتموند وسياراتها بألوان النادي.
غلطة سراي– تركيا
أيضًا لا يمكن تغييب جماهير نادي غلطة سراي العريق من قائمة الأفضل في العالم، حيث تشتهر جماهير النادي الأول في تركيا بالندية في كافة الملاعب الأوروبية في دوري أبطال أوروبا، وتعتبر جماهير غلطة من إحدى العقبات التي على النادي الخصم أن يحسب لها حسابًا، لما تقدمه من حب وجنون واحتفالات في المدرجات من أجل مساندة الفريق بطريقة شرسة، قد تصل إلى حد إثارة الجدل والبلبلة في الوسط الرياضي الأوروبي.
يعتمد تصنيف الدوريات والبطولات العالمية في أروقة الفيفا، على حجم الوجود الجماهيري في المباريات، إذ تغيب بعض الدوريات القوية عن التصنيف العالمي، بسبب قلة الحضور الجماهيري فيها، كما تميزت بعض الدوريات بسبب جماهيرها بالرغم من قلة إمكانيات النوادي، وانخفاض مستوى الدوري.
تلعب الجماهير دورًا كبيرًا ليس فقط على أرضية الملعب، ولكن أيضًا على الورق في مكاتب الفيفا.