وفاة كاسترو.. زعيم كوبا الأوحد والثائر اللاتيني المستبد
توفي صباح اليوم، 26 تشرين الثاني، الرئيس الكوبي السابق فيديل أليخاندرو كاسترو، عن عمر يناهز 90 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان.
صاحب فكر اشتراكي، ذو نزعة شيوعية لاتينية، ثائرٌ رفع شعار “الموت لأمريكا” باكرًا قبل خميني إيران، وعانت البلاد من فقر وحصار اقتصادي خلال حكمه الممتد 49 عامًا، دون أن يتخلى عن سيجار “الثورة”.
أجبر السرطان كاسترو على الاستقالة، ونقل السلطات لشقيقه راؤول عام 2008، عقب انتخابات برلمانية وصفتها الصحافة الغربية بـ “التمثيلية”، كحال أمثلة عديدة عن الأنظمة الشمولية، ذات الغطاء الاشتراكي، مصر وسوريا كمثال.
ولد فيديل عام 1926 لأبوين ثريين من أصول إسبانية، وحاز على دكتوراه في القانون من جامعة هافانا عام 1950، ليدخل معترك السياسة حين ترشح لمقعد في البرلمان عام 1952، ولكن إطاحة فولغينسيو باتيستا بالحكم آنذاك تحت غطاء أمريكي، حال دون ذلك.
قالت الاقتصادية الكوبية مارتا بياتريس روكي، عن كاسترو إنه “مغرور وأناني ونرجسي”، وعانى معارضوه من “السجن والضرب والإقصاء” واصفًا إياهم بـ “المرتزقة”، ورافضًا دعوات الانفتاح، وقالت في كتاب لها ألفته عقب خروجها من معتقلاته عام 2008 “سيبقى ديكتاتورًا”.
دخل كاسترو بلاده قادمًا من المكسيك عام 1956، وبدأ اجتزاء أراضٍ كوبية ضمها إلى “الثورة” ضد النظام الموالي والمقرب من الولايات المتحدة، واستطاع الإطاحة بالرئيس باتيستا عام 1959، ليسلم البلاد منذ ذلك التاريخ، ويصبح الرئيس الأوحد لكوبا.
تصفه الأنظمة الشمولية بالمناضل الثائر، وتهاجمه الصحافة الغربية مطلقة أحكام قيمة عليه “مستبد، طاغية، مجرم..”، وتبقى وفقًا للمراجع التاريخية أبرز منجزاته تأميم مؤسسات ومعامل وشركات بقيمة 25 مليار دولار أمريكي، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، وإغلاق جميع صحف المعارضة، والهيمنة على الحياة السياسية في كوبا.
وصف “الكتاب الأسود للشيوعية” الأمريكي والمطبوع عام 1997 فيديل كاسترو بـ “الجلاد”، وأنه اعتقل نحو 20 ألف شخصًا في ستينيات القرن الفائت، وقتل بين 15-17 ألف شخصًا في الفترة ذاتها.
دعم فيديل كاسترو حركات التمرد في الأرجنتين وبوليفيا ونيكاراغوا، وتبنى سياسة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، وربطته علاقات طيبة برئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد، والمصري الأسبق جمال عبد الناصر، ومعظم التجارب الاشتراكية في الوطن العربي.
أخيرًا، أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تصنيفها السنوي لحرية الصحافة، لتتربع كوبا في المرتبة 171 من أصل 180 دولة، ما يعكس واقع الحريات في الدولة التي ورثها راؤول عن شقيقه الثائر اللاتيني المستبد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :