زين جبيلي – عمان
“كالمستجير من الرمضاء بالنار”.. مقولة تختصر لسان حال اللاجئين السوريين في قطاع غزة، 28 عائلة سورية قذفتهم البراميل المتفجرة في سوريا إلى قطاع غزة، الفلسطيني، ليعانوا ظروفًا أشد قسوةً وظلمًا.
الشيف وريف حميدو، هو أحد السوريين اللاجئين في قطاع غزة، التقته عنب بلدي، وقد توجه إلى القطاع بعد تعرض منزله ومطعمه الصغير في مدينة حلب للقصف، ففر هو وأسرته إلى تركيا، بعد استقراره قليلًا فيها، ليرحل بعدها إلى مصر بحرًا، ويدخل غزة عبر أنفاق التهريب عام 2013، قبل تدميرها.
يقول وريف، بصفته المتحدث غير الرسمي باسم الـ 28 عائلة سورية والتي وجدت مأوى لها في غزة، “هم يشعرون أنهم وقعوا في مصيدة، جاؤوا إلى منطقة تمزقها الحروب، وهم محرومون من كل الخدمات الاجتماعية المقدمة للفلسطينيين السوريين الذين قدموا إلى القطاع، لكنهم الآن لا يستطيعون الخروج من غزة”.
تخدم وكالة الغوث اللاجئين الفلسطينيين، بينما لا مكاتب للمفوضية العليا للاجئين، وهي الجهة الرسمية الدولية التي تساعد اللاجئين السوريين. كما لا توجد ممثلية سورية في المناطق الفلسطينية، ولا تستطيع العائلات تجديد جوازات سفرها أو تسجيل المواليد الجدد، لا سيما أن هذه العائلات دخلت غزة بشكل غير قانوني، من خلال الأنفاق.
يضيف وريف “لا أستطيع استخراج أي وثيقة رسمية لابنتي التي ولدت في غزة، فالسفارات السورية في الخارج ترفض التصديق على أي وثيقة صادرة عن السلطة الفلسطينية”، ويعامل السوريون في القطاع معاملة الأجانب، فلا حقوق لهم، وبالرغم من ذلك لجأ العديد إلى الجهات الرسمية والمسؤولة، ولكن دون تجاوب لحالاتهم.
رحلة لجوء وريف وعائلته لم تنته، فقد استطاع بعد جهود التواصل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والتي قبلت طلبات 32 سوريًا.
وبانتظار اللحظة التي يغادر فيها وزوجته وابنته، يصارع وريف للحصول على الحاجات الأساسية لأسرته، ومحاولة مساعدة من تبقى من السوريين في القطاع المحاصر.
–