تنوعت العلاقات بين مكونات الجزيرة السورية، على المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وترسخت تاريخيًا بشكل عفوي بحكم الأرض الواحدة، التي ضمت كردًا وعربًا وسريان، فتداخلت فيما بينها، فارضة أنواعًا من التنظيم والتنسيق، في ظل تعدد لغات المنطقة.
المدرسة هي حجر الأساس في حياة الإنسان، وهي اللبنة الأولى في بناء ثقافات الشعوب، على اختلاف المناطق، وتكمن أهميتها في تطوير الأفراد وتأهيلهم اجتماعيًا وثقافيًا ومعرفيًا.
ولأن المجتمعات في الشرق الأوسط متعددة اللغات والثقافات والقوميات، كما هو الحال في الجزيرة السورية، اتجهت الأنظار إلى مدارسها لدورها الأساسي في بثّ القيم وأساليب التعايش الاجتماعي.
وشهدت المدارس في المنطقة نقلةً نوعيةً من منهاج ذي مرجعيةٍ قومية ولغة واحدة، إلى مناهج متعددة اللغات تبدأ من المراحل العمرية الصغيرة، وتنتهي بالجامعات.
“فرحان علي” مدرسة تسمع فيها “صباح الخير” بثلاث لغات
تصدح في باحاتها وشُعبها كلمات وصيحات وهتافات عربية وكردية، تتردد على حناجر التلاميذ، الذين يجتمعون في مساحة ضيقة، تضم تشكيلة منوعة من أبناء الجزيرة السورية.
في مدرسة “فرحان علي” الابتدائية، بحي الهلالية في مدينة القامشلي، يجتمع التلاميذ صباحًا، ليلقوا التحية على بعضهم بالعربية “صباح الخير”، والكردية “به ياني باش”، والسريانية “بريخ صفرو”.
الأغلبية من تلاميذ المدرسة من قرى وأحياء مدينة القامشلي، أقبلوا على المدرسة بدافع اجتماعي وثقافي، أسس روابطه أهاليهم على مدى سنوات عدة.
أفين عبد الرحمن، تلميذ كردي في “فرحان علي”، تحدث لعنب بلدي عن الأجواء الدراسية والتعليمية التي يعيشها، مع عدد من أقرانه العرب، الذين اجتمعوا في شُعب وصفوف متلاصقة، وساحات يمارسون فيها الألعاب الرياضية في حصص الفراغ. يقول أفين “لدي عدد من الأصدقاء العرب، نأتي معًا إلى المدرسة صباحًا، ونلعب مع بعضنا البعض، ولا يوجد أي فرق أو اختلاف بيننا، فأنا أتعلم العربية، إلى جانب الكردية”.
رغم أن المدارس المختلطة، التي تشكلت مؤخرًا في مدينة القامشلي، لاقت في البداية صعوبة في تأقلم التلاميذ من مكونات مختلفة فيما بينهم، إلا أن الوقت كان كفيلًا بتشكيل روابط صداقة وألفة، تخطت في حالات كثيرة الروابط بين أبناء المكون الواحد نفسه.
الكادر التدريسي في “فرحان علي” يضمّ أساتذة ومدرّسات عربًا وكردًا، ويدرّس الأستاذ الكردي أصول اللغتين العربية والكردية لكافة المراحل العمرية في المدرسة، بينما يقدم المعلم العربي دروس العلوم والرياضيات واللغة الأجنبية، وفق ما تشير إليه المدرّسة الكردية منيفة نواف حمي.
تقول الآنسة منيفة إن تلاميذ المدرسة “كسروا أشكال التفرقة والعنصرية فيما بينهم، فدائمًا تجدهم يلعبون معًا، ويتعلمون اللغتين العربية والكردية من الطرفين، ولكل طرف منهاج خاص به”.
تتردد على شفاه التلميذ محمد، وهو عربي في الصف الثالث الابتدائي، عبارة “لدي صديق كردي اسمه عبودي”، مرددًا أن لديه أصدقاء كردًا وعربًا في المدرسة وخارجها، يلعب معهم، ويتعلم منهم.
ألعاب متنوعة يمارسها محمد مع أصدقائه العرب خلال أوقات الفراغ، ومن أبرزها لعبة الـ “15” الدارجة في المدرسة، وهي الأكثر تأثيرًا في شخصيته.
تتألف مدرسة “فرحان علي” من شُعب صفيّة، تتدرج من الصف الأول الابتدائي حتى السادس، وتضم مناهجها المبادئ الأساسية والخاصة لكل مكون عرقي، فالصفوف الثلاثة الأولى يدرس فيها كل تلميذ بلغته الأصلية، بينما تدخل بعد الصف الثالث لغات المكونات الأخرى ليتعرف عليها.
”أدرّس اللغة العربية للتلاميذ العرب والكرد، فالمدرسة الواحدة جمعتهم ومن واجبنا أن نسهم في جمعهم وتقوية روابط الزمالة والصداقة فيما بينهم”، تقول شيرين داوود، وهي مدرّسة كردية مجازة باللغة العربية، وتقدم الخبرة التي حصلت عليها خلال سنين دراستها الجامعية لتلاميذها في المدرسة.
وخلال حديثنا مع الكادر التدريسي، توضح المدرّسة الكردية جيهان فرحان تمر “أدرّس الصف السادس للمكونين العربي والكردي… تعليم التلاميذ لا يقتصر على لغتهم الأم فقط، بل على خلق تشكيلة تعليمية من كافة لغات منطقة الجزيرة”.
جيهان تؤكد أن المهمة الأساسية للمدارس المختلطة، يجب أن تركز بشكل أساسي على عملية تبادل اللغات بين الطلاب، فالتلميذ الكردي يجب أن يعطى كافة قواعد اللغة العربية إلى جانب لغته الأم، والعكس عند التلاميذ العرب.
النظام السوري أنشأ خلال فترة سيطرته السابقة على مناطق ومدن الجزيرة السورية، عدة مدارس كرست عدة مفاهيم كـ “القومية الاشتراكية”. ولم تسهم المدارس التي أسسها سابقًا في التركيز على أسس التعايش والتقارب الفكري والاجتماعي بين مكونات المنطقة، مهملةً بذلك قيمًا وعادات تأصلت في الجزيرة السورية منذ القدم.
هل تؤيد المدارس المختلطة بين العرب والكرد في الجزيرة؟
تضم منطقة الجزيرة السورية نحو 450 قريةً كردية وعربية، وعددًا من القرى السريانية، وأخرى مختلطة، ما شكّل حالة مميزة من التنوّع الثقافي والاجتماعي، تداخلت فيها لغات مختلفة، مشكلة جسرًا للتواصل بين سكان المدينة، أو البلدة، أو القرية الواحدة.
الجزيرة السورية بدت مثالًا مهمًا على أثر هذا التنوع، من خلال جوّ من التعايش العام الذي خلق داخل القرى والبلدات والمدن، انطلاقًا من الوجود المشترك على الأرض، للتبادل اللغوي بين أبناء جميع المكونات.
هذا التعايش والترابط المجتمعي انعكس في العملية التعليمية بالمنطقة، وخاصة في سنوات الثورة السورية، من خلال إدخال مناهج جديدة ضمت كتبًا ودروسًا اختلفت عن المناهج والأساليب التعليمية التي سادت خلال سيطرة النظام السوري.
فالنظام السوري منع خلال سنوات سيطرته ما قبل الحراك الثوري في سوريا، المكون الكردي من استخدام لغته في التعليم، ولم يولها اهتمامًا ضمن المناهج الدراسية، إلا أنّ الكرد استمرّوا في التمسك بلغتهم، وعلّموها لجيرانهم من المكوّنات الأخرى.
في لقاء لعنب بلدي مع عدد من الكوادر التدريسية وأهالي الطلاب العرب والكرد والسريان في مناطق الحسكة والقامشلي، لاستطلاع آرائهم حول المدارس المشتركة والمختلطة التي جمعت هذه المكونات معًا في المنطقة، وعن أهميتها، ونوعية المناهج المتبعة في التدريس، يقول مدرّس اللغة العربية هيثم إسماعيل “أؤيد هذا النوع من التدريس الذي يتم تطبيقه في مدارس منطقة الجزيرة السورية، في ظل جو من التآخي بين العرب والسريان والكرد”.
إلا أن إسماعيل يشير إلى أنه “يجب أن يكون هناك تنسيق أكبر بين المكونات وخاصة بين المسؤولين عنها، من خلال التنسيق بين المناهج وانتساب التلاميذ إلى المدارس، فهم يعيشون الآن حالة من الاستقرار، ونوّد أن يتحقق ويزداد هذا الاستقرار من خلال التعاون المشترك بين المسؤولين، لكي ينعكس التعايش في المدارس والمناهج كخلية أولى ضمن مدارسنا”.
أما ثابت داوود، أحد سكان مدينة القامشلي، فيلفت إلى مشكلة غياب الخبرات التدريسية في اللغة الكردية، ويرى أنه “منذ زمنٍ بعيد نوّد أن يتم تدريس اللغة الكردية في مدارس الجزيرة السورية، لكن المشكلة الأساسية هي أن القائمين على التدريس ليسوا مؤهلين لإعطاء الدروس للطلاب”.
أهمية إدخال اللغة الكردية إلى المناهج الدراسية في سنوات الثورة السورية التي يراها ثابت داوود، لا بد أن تدعمها طريقة دمج كافة الطلاب مع بعضهم من عرب وكرد وسريان، إلا أن “الهيئة التربوية تضع التلاميذ الكرد في صفوف منفصلة عن العرب في الوقت الذي يجب عليهم أن يندمجوا مع بعضهم البعض”، مضيفًا “يجب أن يكون المنهاج موحدًا بما يتماشى مع أفكار العرب والكرد على حدٍ سواء”.
توحيد المناهج الدراسية التي طالب به ثابت داوود، دعا إليه أيضًا عبد الغفور إسماعيل، والدٌ لتلاميذ في مدينة القامشلي، والذي يوضح أن “المتضرر الأساسي في عملية تغيير المناهج الدراسية في مدارس المنطقة، هو الطالب بشكل أساسي من جميع المكونات”.
إسماعيل يضيف أنه لا بد من “عملية توحيد المناهج الدراسية في مدارس الجزيرة السورية، لأن هذه العملية في اختلاف المناهج تؤدي إلى الاختلاف التام في العملية التربوية، وفي حال صعوبة توحيد المناهج، من الضروري اللجوء إلى تشكيل توافق بين المنهاجين، وإعطاء حرية تامة للطالب للاختيار بينها”.
رضوان عثمان من مدينة القامشلي، يجد أنه “خلال السنة الأولى من فرض المنهاج الكردي على المدارس، لاحظنا إقبالًا كبيرًا من قبل التلاميذ عليه، إلا أنه في السنة الثانية لاحظنا أمرًا عكسيًا من خلال ركود في الإقبال وتراجع في عدد الملتحقين بالمدارس”.
عثمان أكد أنه “يجب إعادة النظر بالمناهج المتبعة، ورسم استراتيجية لتعلم كافة اللغات المنتشرة في منطقة الجزيرة، الأمر الذي يؤدي إلى إنعاش العملية التعليمية”.
كردي بدأ رحلته مدرّسًا في القرى العربية.. ونقل تجربته إلى أبنائه
يسترجع ذكريات شبابه في بدايات مراحله التدريسية الأولى بعد نيله شهادة الثانوية العامة، ليبدأ العمل كـ “وكيل” في منطقة ضمّت غالبية عربية وكردية، بين تل براغ وتل حميس في الجزيرة السورية، واحتوت مدارس ضمت العرب والكرد والسريان، في جو تعليمي ملوّن من ثلاث لغات.
“لا أنسى ما قدمه الأهالي العرب في المنطقة من احترام وتقدير كبير للمدرسين الكرد، الذين أوكلوا بمهمة التدريس في المدارس العربية سابقًا”، يقول المدرس الكردي نديم خضر عمر، وهو يسرد قصته ومسيرته التعليمية.
يضيف المدرّس، في حديث إلى عنب بلدي، “في الأشهر الثلاثة الأولى من مزاولتي التدريس، لم يمر يوم إلا ونتلقى دعوة إلى مأدبة غداء عند أهالي الطلاب العرب”.
وتميّزت منطقة الجزيرة السورية، التي ضمت العديد من العشائر العربية والكردية، بالاعتناء بالمدرّسين الذين يوكلون بالتدريس في القرى والبلدات التي يقطنونها.
هذه العادات والتقاليد كانت تنبع من منطلق الاحترام والتقدير لهذه الشخصيات على اختلاف العرق التي تنتمي إليه، سواء من كرد أو عرب أو سريان.
ولا يقتصر الاحترام والتقدير على أبناء هذه المنطقة، فهناك العديد من الأساتذة والمدرسين المكلفين من حمص وحماة ودمشق، تلقوا نفس المعاملة والاهتمام، بحسب عمر.
وتعتبر اللغة الأم الأساس في صناعة تراث وقيم المكونات والمجتمعات والأمم في المناطق السورية، نظرًا لارتباطها الوثيق بالهوية الملازمة للشخص الذي ينطق بها، سواء كرديًا أو عربيًا أو سريانيًا، بحسب ما عبر عنه عمر، وهو يقلب صفحات إحدى الكتب التي يدرّسها لطلابه العرب والكرد من بينهم أولاده، مضيفًا “درّست اللغة العربية، وتخصصت في تدريسي في المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الإعدادية والثانوية باللغة العربية”.
روح الأخوة لا تنشأ بين المكونات في منطقة الجزيرة السورية من عرب وكرد وأرمن وآشور، إلا بتعلم وتداخل اللغات فيما بينهم، يتابع المدرّس الكردي، فـ “روح الزمالة بين الطلاب تزداد وتنمو، بتعلم كافة لغات المنطقة، ومن خلال المدارس التي تجمعهم، الأمر الذي يؤمّن جميع المستلزمات التربوية والتعليمية التي تطوّر مستوى التعليم والثقافة على أسس وروابط قوية”.
اتبع النظام السوري محاولات فصل كبيرة بين العرب والكرد من كافة النواحي الثقافية وخاصة التعليمية في منطقة الجزيرة السورية، من خلال المناهج والتحريف التاريخي لأسماء المناطق والمدن السورية، مكرسًا بذلك مفاهيم بعثية تنبع من سياسة حاول ترسيخها في أذهان الأطفال والطلاب في بدايات مراحلهم العمرية.
لكن خلال الأعوام الخمسة الماضية، تحوّل رسم المسيرة التعليمية الكاملة من مدارس ومناهج وكتب وانتقاء للغات إلى يد أبناء منطقة الجزيرة، لتنشأ مدارس مشتركة ضمت طلاب كافة المكونات.
ظروف السياسة والحرب والتي تركت عدة آثار جانبية، تلزم ضرورة السعي من أجل تكوين هيكلية جيدة، وأساس يمكن الاستناد إليه في تعميق حضارة الجزيرة السورية والعيش المشترك وروح الزمالة والأخوة بمختلف مكوناتها المجتمعية، على غرار الحضارات والأمم الأخرى.
وهو ما يؤكّده الأستاذ نديم عمر بالقول إن “أسس التعايش والروابط الاجتماعية التي تكونت بين مجتمعات الجزيرة، لا بد من روابط تجمعها وتحافظ على استمرارها، من خلال خلق صلات بين أطفال هذه المكونات، فبذور التعايش لا بد أن تزرع بينهم، لتنمو وتكبر مع تطورهم”.
1360 مدرسة مختلطة في الجزيرة ومنهاج جديد يدخلها
العملية التعليمية في منطقة الجزيرة السورية واجهت صعوبات متباينة خلال السنوات السابقة، سواء من نقص الكوادر التعليمية، أو عملية تعديل المناهج الدراسية التي أعلن عن اعتمادها في العام الدراسي 2015 و2016.
اقتصر نظام العمل في المدارس سابقًا على مناهج تدريسية فرضها النظام السوري في كافة المراحل الدراسية، ومع بداية الثورة السورية وسيطرة الإدارة الذاتية على المنطقة، أدخلت اللغة الكردية واللغة السريانية على المدارس ليتم العمل بها إلى جانب اللغة العربية في مدارس واحدة.
المدارس المشتركة اقتصرت على المناطق التي تتبع الإدارة الذاتية، وتوسعت خلال الأشهر القليلة الماضية، لتصل إلى 1360 مدرسة، يوزع عليها 12 ألف معلّم باختلاف انتماءاتهم، بحسب هيئة التربية.
نائب الرئاسة المشتركة بهيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة، مالك حنا، تحدث لعنب بلدي، عن آلية هذه المدارس، وكيفية توزيع الطلاب فيها وترتيبهم في شُعب صفية. يقول حنا “المدارس المشتركة في منطقة الجزيرة السورية، لا تقتصر على مكون دون آخر، بل على طبيعة الأحياء المقررة وجود المدرسة فيها”.
التنوع الثقافي جمع هذه المكونات واستلزم إيجاد آلية من أجل ترسيخ هذه التعايش، ويوضح حنا “أغلب الأحياء المنتشرة في منطقة الجزيرة السورية، تتوزع فيها ثلاثة مكونات أو أكثر، كتل بسمية، وقبرح”.
مناهج تعليمية أدخلتها “الإدارة الذاتية”
في السنتين الأخيرتين طرحت “الإدارة الذاتية” برامج جديدة للتعليم، تتضمن التدريس باللغتين الكردية والسريانية، كلغات جديدة لم يكن مسموحًا بها سابقًا، إلى جانب العربية.
نائب هيئة التربية والتعليم في الجزيرة السورية شرح طبيعة المنهاج المعتمد في المدارس المشتركة، ويقول حنا “المنهاج باللغتين العربية والكردية يدرّس للطلاب من الصف الأول حتى الصف السادس، أما فيما يخص منهاج اللغة السريانية، فتم طرحه في منهاج الصف الأول والثاني الابتدائي فقط”.
ويشير إلى أن “التلميذ في المدارس المشتركة يتاح له حرية الاختيار بين اللغة الأساسية التي يدرس بها، إضافة إلى لغة ثانية يختارها”.
مناطق ومدن الجزيرة السورية ضمت خليطًا كبيرًا من المكونات العربية والكردية والسريانية، فقلما تجد منطقة مقتصرة على مكون واحد دون الآخر، إلا بعض المناطق في أقصى الشمال الشرقي منها.
هذه العملية التي اتبعتها هيئة التعليم المشترك في منطقة الجزيرة السورية تهدف إلى “دفع الطلاب من الصف الأول إلى الصف الخامس الابتدائي، لتعلم اللغات الثلاث الأساسية في منطقة الجزيرة السورية”.
ويضيف حنا أن الهيئة تعمل منذ قرابة عام كامل داخل الجزيرة السورية على تجهيز منهاج وكتب جديدة للطلاب والتلاميذ، مشيرًا إلى أن “المنهاج يُجمع من أكثر من مصدر، بحيث تراعى ثقافة الأمة الديمقراطية وليست ثقافة معينة مفروضة على المكونات بأكملها”.
ضمّ المنهاج المتبع في المدارس المشتركة في بلدات الجزيرة، المبادئ الأساسية والخصوصية لكل مكون، لكنه لاقى رفضًا من بعض الأهالي في المنطقة، عدا عن الازدحام بين الطلاب في المدارس، ما دفعهم للتوجه إلى المدارس الخاصة في المنطقة، والتي تتبع مناهج تعليمية تابعة للنظام السوري، وتدرس في بعض المدارس التابعة له، خاصةً وأن هذه المدارس توفّر استقرارًا من ناحية الشهادات المعترف بها، أكثر من المناهج المفروضة حديثًا.
لكنّ آخرين يرون أن هذه المدارس المختلطة هي الوسيلة الوحيدة والأنجع، لتلافي العجز وتضرّر القطاع التعليمي، وطريق نيّر لبناء التعايش السلمي بين مكونات الجزيرة السورية.
أعد هذا الملف من قبل جريدة عنب بلدي بالتعاون مع إذاعة راديو آرتا إف إم
حلقة خاصة عن الملف في راديو آرتا إف إم
https://soundcloud.com/enab-baladi/dng63azflhb4