عنب بلدي – الغوطة الشرقية
تستمر محاولات الفعاليات النسائية في الغوطة الشرقية، لزيادة تمثيلهن في مجلس المدينة، وسط مجتمعٍ محافظٍ يعترض على عمل المرأة، ودخولها معترك الحياة العملية.
وفي هذا الصدد طرح مكتب المرأة في المجلس المحلي لمدينة دوما، فكرة زيادة تمثيل الكادر النسائي في المجلس، من خلال نقاش بدأ منتصف تشرين الثاني الجاري، على أن يستمر في الأيام المقبلة.
بدأت كوادر مكتب المرأة في دوما عملها مطلع عام 2015، وكان باكورة تلك الأعمال مؤتمرًا ضم جميع الفعاليات التي تديرها أو تعمل فيها نساء، بالتعاون مع مركز “شام” الحقوقي، وجاءت الخطوة لتعزيز دور المرأة في العمل المؤسساتي ضمن المجالس المحلية، وفق القائمين على المكتب. |
وجرى النقاش داخل مقر المجلس المحلي في مدينة دوما، بحضور نساء المجتمع المدني، وأعضاء من المجلس المحلي، إضافة إلى نائب رئيس الحكومة المؤقتة، المهندس أكرم طعمة، “لتعزيز دور المرأة في المجلس المحلي، وضرورة وجودها في قطاعات العمل المختلفة داخل الغوطة“.
نقاطٌ عدة طرحتها الحاضرات اللاتي وصل عددهن إلى 25 امرأة، وفق بيان ريحان، مديرة مكتب المرأة في المجلس، من ضمنها تعديل النظام الداخلي للمجلس المحلي، وتخصيص مقاعد للنساء فيه، إضافة إلى نقاش طعمة حول ضرورة خروج المرأة من دائرة التنفيذ إلى دائرة اتخاذ القرار، والمعوقات التي تقف في وجه النساء.
وتحدثت بعض النساء اللواتي يعملن في مديرية التربية والمنظمات، عن تجاربهن الخاصة في العمل، كنموذج ناجح على أكثر من صعيد، في حين رحّب طعمة بالطرح وأكد دعمه والتعاون لتحقيقه، كيلا يقتصر تمثيل أعضاء المجلس المحلي على الذكور.
هدى خيتي مديرة مركز “نساء الغوطة”، وصفت النقاش بـ”الفعّال” باعتباره طرح قضية ضرورية لدعم دور المرأة في المراحل المقبلة، وقالت لعنب بلدي، “وعدنا خيرًا وننتظر ما سيؤول إليه الوضع”.
وتشرح ريحان فكرة زيادة التمثيل في المجلس، مشيرة إلى أن المرشحات يجب أن يخضعن لمعايير معينة، “كأن يكون لدى المرشحة شهادة، أو اختصاص جامعي أو تكون بمرحلة عمرية محددة أو أن تملك اختصاصًا وظيفيًا”، مؤكدةّ “كما هو الحال حاليًا بخصوص الفئة الناخبة، فإن فئة المهندسين سيترشح عنها أكثر من شخص ويُنتخبون من زملائهم، وكذلك الأطباء والمعلمين”.
يضم مجلس مدينة دوما 25 عضوًا جميعهم من الذكور، ويتوزعون بين مهندسين واقتصاديين، وخبراء زراعة وتعليم وصحة، إضافة إلى ممثلين عن مجالس الأمناء والأحياء. |
عنب بلدي تحدثت إلى المهندس خليل عيبور، رئيس المجلس المحلي في مدينة دوما، وقال إن الموضوع لم يُبت بأمره حتى الآن، مردفًا “قدمنا وعودًا للفعاليات النسائية، على أن تكون الفكرة ضمن أولويات طروحات المجلس، والتي ستُناقش خلال تعديل النظام الداخلي، من خلال لجنة شكّلت مؤخرًا لهذا الأمر”.
عيبور وصف النقاش بـ “البنّاء”، وأكد أنه “لم تُمنع من الترشح لتكون عضوًا في المجلس نهائيًا”، موضحًا أن الدورة الماضية شهدت ترشيح اثنتين من النساء عن فئة التعليم، “ولكنهما لم تحصلا على الأصوات الكافية لتكونا ضمن أعضاء المجلس”.
لا يقتصر الترشيح للنساء على فئة معينة، وفق عيبور، “فالمقاعد ليست حكرًا على الرجال ويحق للمرأة أن تترشح”، ودعا رئيس مجلس دوما المحلي، النساء إلى “أن يُنظّمن نشاطات وفعاليات تعريفية بأنفسهن، كما يفعل المرشحون الرجال”.
وترى النساء العاملات في الغوطة، رغم قلة عددهن، أن المجال مفتوح إلى حدٍ ما أمام المرأة لتشعر بوجودها، بينما تعتقد أخريات أن دور المرأة تطور، فالمرأة اليوم تتحدث وتطالب بحقوقها وتعرض مشاكلها على أصحاب الخبرة، وتحاول الانخراط في العمل الإداري.