تردد اسم هذه الرواية في مواقع التواصل الاجتماعيّ ومنتديات القراءة بشكل كبير، وهو ما لا يشي بـ “تاريخ ميلادها” وعمرها في عالم الكتب، إذ نشرت الكاتبة الكويتية بثينة العيسى روايتها “خرائط التيه” في أيار 2015، لكنها لاقت انتشارًا كبيرًا في صفوف القراء خلال فترة قصيرة من تاريخ نشرها.
تحكي الرواية قصة رحلة حجّ، لأب وأم كويتيين “فيصل” و”سمية”، مع ابنهما الهزيل “مشاري”، تتحول رحلة الحجّ من بحث عن المغفرة والتقرب إلى الله، إلى رحلة بحث عن ابنهما الضائع بين ثلاثة ملايين حاج في مكة المكرمة.
وهكذا وخلال 24 يومًا روائيًا موزعة على 400 صفحة، نتيه في دروب متشعبة بأماكن كثيرة، ما بين أبٍ ضاع إيمانه بضياع ابنه، وأمّ أيقنت أن إيمانها طريقُها الوحيد لإيجاده.
هذه القصة الخاصة بعائلة مشاري هي بوابة الكاتبة للدخول إلى عالم عصابات الأطفال الأفارقة والمتاجرة بهم في السعودية، الفظائع التي ترتكب بحقهم ما بين الخطف والتعذيب الجسدي، الاغتصاب والمعاملة الوحشية في بتر الأطراف أو إطفاء نور العين، انتهاء ببيع الأعضاء.
ورغم كون مكان وزمان الرواية دينيين (مكة المكرمة وموسم الحج)، إلا أن العيسى لا تحاول إقحام الخطب الدينية والمواعظ بين سطورها، على العكس، إذ تُعنى بطرح الأسئلة على القارئ لا بعرض قوالب من الإجابات الجاهزة.
أسلوب الكاتبة سلس، تنحاز بشكل واضح لقضايا الإنسان من خلال الكثير من الأفكار التي طرحتها، بجرأة وعمق تحاول الكشف من خلالهما عن قبح العالم.
اقتباسات من الرواية:
“اللعنة على هؤلاء البيض، لو قدم إلى المخيمات بصفته مبشرًا أو داعية لما صدّقه أحد. يلزمه لون مختلف، لون العالم المتحضّر، الذي يذهب إلى الجريمة بقفّازات نظيفة وربطة عنق”
“الأمر لا يعود لك، جاهزيتك لا تغيّر من حقيقة الأمر سواء كنت مستعدًا، أو غير مستعد، سوف يدهسك العالم بأظلافهِ ويسحقك”