تتعالى أصوات المشجعين، ويكثر التضامن الشعبي والقومي مع المنتخب الوطني في هذه المرحلة الفاصلة من تصفيات كأس العالم، وتصبح قضية المنتخب قضية أكبر من مجرد ربح أو خسارة، بل هي معركة قومية يخوضها ضمن المستطيل الأخضر في طريقه نحو العالمية، ليصبح ضمن كبار اللعبة على مستوى العالم.
تعج الملاعب العربية بالجماهير وتبذل المنتخبات الممثلة لها جهدها في حصد النقاط من مباريات صعبة، تخوضها أمام الكنغر الأسترالي أو الكمبيوتر الياباني أو الشمشوم الكوري أو مقاتلي فارس في آسيا، بينما في إفريقيا تضعهم في مواجهات مصيرية أيضًا، أمام غانا والكاميرون ونيجيريا.
ويجدر السؤال، كيف تبدو الصورة الآن بعد انقضاء مرحلة الذهاب وهل طموحات العرب محقة، أم أنها هي مجرد مشاركة في العرس العالمي تنتهي حدودها عند التصفيات.
في الحقيقة يبدو وضع المنتخبات العربية في التصفيات الحالية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، أفضل بكثير من سابقاتها، وجداول الترتيب تبرر تفاؤل الجماهير، وتشير إلى مشاركة عربية استثنائية في روسيا.
مصر وتونس الأبرز في إفريقيا
من مصر التي يعتبرها المحللون الرياضيون الأقرب، بكونها قطعت شوطًا مهمًا بعد فوزها على غانا في الجولة الثانية من التصفيات، إذ تمكّن منتخب الفراعنة من احتلال المركز الأول برصيد ست نقاط من فوزين متتاليين متقدمًا على أوغندا وغانا، وبهذا يكون مقعد مصر محجوزًا بنسبة كبيرة في روسيا.
وستسجّل عودة المصريين إلى كأس العالم بعد انقطاع دام لمدة 28 سنة منذ مونديال 1990.
يشارك المصريون الحظوظ مع المنتخب التونسي الذي بدوره أيضًا قدم لجماهيره فوزين مهمين أمام غينيا وليبيا، ليحتل الوصافة خلف الكونغو الديمقراطية، التي سيلاقيها في الجولة المقبلة لحسم صدارة المجموعة، ويسعى المنتخب التونسي لتحقيق مشاركة جديدة في كأس العالم بعد غيابه عن الدورة الفائتة.
وتعتبر تونس من أكثر المنتخبات العربية التي شاركت في المونديال برصيد أربع مشاركات.
وعلى عكس المتوقع فقد خيب محاربو الصحراء آمال جماهيرهم، بعد الخسارة المدوية أمام المنتخب النجيري بثلاثية مقابل هدف، والتي جاءت غير متوقعة بعد التعادل أمام الكاميرون.
ويجد المنتخب الجزائري نفسه في مكان صعب في ذيل المجموعة برصيد نقطة واحدة، قد يجعل انتزاع إحدى بطاقات التأهل مستحيلًا.
الحال نفسه بالنسبة للمغاربة بعد التعادل مع كوت ديفوار والغابون.
عرب آسيا بقيادة السعودية
في طبيعة الحال يجد عرب آسيا صعوبات كبيرة في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، بيد أنه يمكن القول في التصفيات الحالية إن منتخبين عربيين من آسيا مرشحان بقوة لحصد بطاقة ثمينة للذهاب إلى روسيا.
من ضمن خمسة منتخبات عربية تشارك في التصفيات الآسيوية، هي قطر وسوريا والسعودية والإمارات والعراق، يجد السعوديون والإماراتيون أنفسهم في مكان أكثر من جيد، يقوي آمالهم بتحقيق الحلم العالمي.
وقلب المنتخب الإماراتي حسابات المجموعة الثانية، بعدما تمكن من تجاوز العراقي ومزاحمة أستراليا والسعودية واليابان في صدارة المجموعة، التي وصفت بأنها حديدية بوجود أربعة منتخبات جميعها مؤهلة لحصد بطاقة التأهل حتى الآن.
كذلك المنتخب السعودي الذي أنهى مرحلة الذهاب في صدارة المجموعة بعشر نقاط متفوقًا على الكنغر والكمبيوتر.
وحلت اليابان في المركز الثاني وأستراليا في الثالث برصيد تسع نقاط، متفوقتين على الإمارات بفارق الأهداف وبفارق نقطة واحدة عن الأخضر المتصدر.
في المجموعة الأخرى في آسيا، والتي تعتبر أقل شراسة من نظيرتها، فقدت المنتخبات العربية حظوظ المنافسة على بطاقة أو نصف بطاقة، حيث يقبع المنتخب السوري والقطري برصيد 5 للأول و4 للثاني، بعيدًا عن إيران وكوريا في مقدمة المجموعة برصيد 11 و10 نقاط.
إذا تحقق ذلك وتأهلت أربعة منتخبات عربية إلى كأس العالم، وهي المرشحة في المرتبة الأولى، مصر وتونس والسعودية والإمارات، فستكون للمرة الأولى في تاريخ المونديال التي تشارك فيها أربعة منتخبات عربية، وسوف يدوّن العرب رقمًا تاريخيًا جديدًا، حيث كانت المشاركة الأكبر للعرب في كأس العالم في مونديال 86 في المكسيك و98 في فرنسا بثلاثة منتخبات في كلا البطولتين، حين شاركت العراق والمغرب والجزائر في المكسيك، والسعودية والمغرب وتونس في فرنسا.