منعت إدارة مدرستين سريانيتين (مسيحيتين) خاصتين في مدينة القامشلي بالحسكة، الطالبات المسلمات المسجلات لديهما، من ارتداء الحجاب ضمن الدوام المدرسي.
وينزل القرار تحت طائلة فصل من لا تلتزم به، في وقت لاقى القرار استهجانًا من الأهالي والحقوقيين في المدينة.
قرار منع ارتداء الحجاب صدر عن إدارة مدرستي “الحياة” و”الحرية” الخاصتين، اللتين تقعان ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة القامشلي، الثلاثاء 15 تشرين الثاني الجاري، وتتبع المدرستان لكنسية الأرمن والسريان، وتستقبلان تلاميذ وطلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية.
عنب بلدي استطلعت آراء بعض أهالي المدينة، وقالوا إن القرار قوبل بصمت من مديرية التربية في محافظة الحسكة، والتي يديرها النظام.
ولفت بعضهم إلى أن المديرية “لم تحرك ساكنًا وتمنع القرار الذي يخلق نوعًا من الكراهية والطائفية”.
عيسى خليل، والد إحدى الطالبات في القامشلي، اعتبر في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن القرار أثار حالة من الاستياء، “كونه يمس أحد مظاهر الالتزام الديني في المجتمع، ويتناقض مع كون الإسلام دين الدولة السورية وشرعيتها”.
قرار المدرستين يأتي في ظل “الانفلات الأمني والفوضى التي تعيشها محافظة الحسكة”، وفق الناشط الحقوقي فراس عليكو.
وقال عليكو لعنب بلدي إن القرار سيعزز فكرة الطائفية لدى مكونات المنطقة، “في ظل غياب هيبة وشرعية الحكومة السورية”.
وتشهد المدارس الخاصة في مدينة القامشلي إقبالًا واسعًا من الطلاب، بعد منع “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، تدريس مناهج النظام السوري في مناطق سيطرتها.
واعتمدت المدارس مناهج بثلاث لغات، الكردية، والعربية، والسريانية، الأمر الذي دعا بعض الأهالي لتسجيل أبنائهم في مدارس خاصة ضمن مناطق سيطرة النظام.
يرى بعض المدرسين في مدينة القامشلي، ممن استطلعت عنب بلدي آراءهم، أن الهدف من القرار يكمن في طرد الطلبة المسلمين من المدارس السريانية، مستغلين الفوضى التعليمية التي تعيشها المنطقة حاليًا، والتي دعت البعض للإبقاء على أبنائهم دون تعليم.
ويجد الأهالي صعوبة في تسجيل أبنائهم في المدارس، وخاصة بعد منع هيئة التربية والتعليم في “الإدارة الذاتية” نهاية أيلول الماضي، التلاميذ الكرد والعرب من التسجيل في المدارس الخاصة المسيحية، داخل الحسكة، خلال العام الدراسي الحالي 2016- 2017.