قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم، الأربعاء 16 تشرين الثاني، في رسالة إلى وزارة الدفاع الروسية، إن تحليل صور الأقمار الصناعية أكدت بأن الأضرار التي لحقت بمجمع للمدارس في قرية حاس بريف إدلب، في 26 تشرين الأول الفائت، سببها هجمات جوية نفذتها العملية العسكرية المشتركة بين روسيا وسوريا.
وقال شهود عيان، اتصلت بهم المنظمة هاتفيًا، إن المجمع ضم روضة أطفال، ومدرسة ابتدائية، ومدرستين متوسطتين، ومدرسة ثانوية، وضربت الهجمات بنى تحتية مدنية أخرى مجاورة.
من جهتها نفت وزارة الدفاع الروسية أن وقوع هجمات على بلدة حاس الخاضعة للمعارضة، على أساس صورتين من مقطع فيديو نشرتهما لمجمع المدارس من طائرة مراقبة بدون طيار.
وقال بيل فان إسفلد، باحث أول في قسم حقوق الطفل في “هيومن رايتس ووتش”، إن “نفي الحكومة الروسية الأخير يناقض إفادات الشهود، وما تؤكده مقاطع الفيديو وصور القمر الصناعي، بل وحتى لقطات الطائرة بدون طيار الروسية”.
واعتبر إسفلد أن “هذا الإنكار إهانة للضحايا، وهو دليل على ظاهرة الإفلات من العقاب والتلاعب بالمعلومات التي اتسم بها النزاع السوري”.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن الضربات أصابت موقعين داخل مجمع المدارس، ودمرت جزئيًا جدران فناء المدارس، وعديد المباني الصغيرة داخل المجمع، كما دُمّرت في إحدى الغارتين مبان في الجهة المقابلة من الشارع، وفقًا للمنظمة.
وأضاف فان إسفلد “على وزارة الدفاع الروسية الكف عن محاولة إنكار الأدلة الواضحة للغارات الجوية على هذه المدارس.. إفادة روسيا التي تنكر سقوط القنابل وقتل طلاب المدارس هي إنكار باعث على السخرية، وتذكير بضرورة المساءلة في سوريا”.
وقتل 20 شخصًا، معظمهم طلاب ومدرسون، وأصيب آخرون بجروح، إثر غارات جوية من الطيران الحربي الروسي على بلدة حاس بريف إدلب، الأمر الذي أنكرته روسيا واعتبرته “تضليلًا إعلاميًا”.