45 قتيلًا جراء انفجارين في مدينة طرابلس اللبنانية
عنب بلدي – العدد 79 – الأحد 25-8-2013
هز انفجاران عنيفان مدينة طرابلس شمال لبنان يوم الجمعة 23 آب ما أسفر عن 45 قتيلًا، وحذر مراقبون من اشتعال فتنة سنية شيعية في لبنان تحت تأثير الصراع السوري، فيما أعلن رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الحداد يوم السبت.
واستهدف التفجيران مسجدين أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة، إذ وقع أول انفجار في مسجد التقوى الذي يصلي فيه الشيخ سالم الرافعي –أحد أبرز رموز السلفيين في طرابلس- والذي دعا أنصاره لنصرة القصير السورية في وقت سابق، بينما وقع الانفجار الثاني أمام مسجد السلام حيث كان يؤم المصلين الشيخ بلال بارودي وهو أيضًا من رموز السلفيين في لبنان.
لم تتبنَ أي جهة التفجيرين الناجمين عن سيارة مفخخة، وأسفرا عن 45 قتيلًا ونحو 280 جريحًا بحسب تقديرات أوردتها أجهزة الأمن، في حصيلة تعتبر الأكثر دموية منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية.
وأظهرت تسجيلات مصورة على وسائل الإعلام الجثث المتفحمة، وارتفاع أعمدة الدخان من من موقعي الانفجار، ومدنيين يحاولون التعرف على الجثث بعد أن فقدوا ذويهم.
من جانبه أعلن رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي «توقيف رجل دين سني» يجري التحقيق معه حول التفجيرات، كشفت الوكالة الوطنية للإعلام بأنه الشيخ أحمد الغريب المقرب من حزب الله. وأصدر ميقاتي مذكرة تقضي بـ «إعلان الحداد طوال يوم السبت على أروح الشهداء الذين سقطوا».
وبدوره كثف الجيش اللبناني السبت دورياته في طرابلس، في الوقت الذي عمد مسلحون من أهالي طرابلس للوقوف أمام المساجد وقرب مقرات الأحزاب ومنازل بعض السياسيين ورجال الدين، في محاولة لتمكين «الأمن الذاتي» في طرابلس، على غرار ما يقوم به حزب الله في الضاحية الجنوبية معقل أنصاره. وقال زعيم إحدى هذه المجموعات المسلحة يدعى باسم يحيى لوكالة فرانس برس «نحن لسنا ضد سلطة الدولة وإنما نريد ضمان أمننا الذاتي، نحن نخاف على عائلاتنا ولذلك نفتش كل سيارة تمر من هنا».
كما اتهم الائتلاف السوري المعارض في بيان له النظام السوري بالتخطيط للتفجيرات، «لقد رسم تفجيرا طرابلس وتفجير الضاحية الجنوبية قبل أيام، ملامح مشروع فتنة يسعى نظام بائد مجرم إلى إيقادها، في محاولة لتوريط من لا ذنب لهم في صراع محموم، لا طائل منه سوى الاقتتال، سيجر المنطقة إلى حالة من الفوضى والدمار».
وشهد تشييع الشهداء إطلاق أعيرة نارية في الهواء، وهتافات تندد بالنظام السوري وحليفه حزب الله اللبناني، فيما اتهم الشيخ سالم الرافعي في ختام اجتماع لـ «لهيئة علماء السنة» النظام السوري بالوقوف وراء التفجيرين. وقال «أخيرا استطاعت يد الفتنة والغدر الأسدية أن تنال من طرابلس»، ودعا «ميليشيا حزب الله إلى سحب عناصرها فورًا من سوريا».
لكن حزب الله نظم مساء السبت تجمعًا تضامنيًا مع طرابلس في الرويسة موقع التفجير الذي ضرب الضاحية الجنوبية في 15 الجاري» تحت شعار جراحكم جراحنا»، في محاولة لإبعاد التهم الموجهة إليه من سكان طرابلس، فيما نددت طهران بالتفجيرين متهمة مجموعات إرهابية بتنفيذها على لسان المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجي.
ويرى مراقبون أن التفجيرات التي تضرب لبنان مؤخرًا تهدف إلى جر لبنان، لحرب أهلية بعد تورط حزب الله في القتال إلى صف النظام السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :