نجحت حملة “مقاطعة روسيا 2018″، التي أطلقها ناشطون سوريون أواخر الشهر الفائت، في حشد آراء مؤيدة لمقاطعة المونديال المقبل في موسكو، والتنديد بالتدخل الروسي في عدد من البلدان أبرزها سوريا.
عنب بلدي تحدثت إلى الناشطة السورية المقيمة في فرنسا زاهية دركزنلي، عضو فريق تنظيم الحملة، ومن منظمي المظاهرات ضد النظام السوري في باريس.
وأوضحت دركزنلي أن الحملة أطلقها ناشطون سوريون للضغط على الحكومة الروسية، بسبب “غزو جيشها للأراضي السورية وارتكابه مجازر بشعة بحق المدنيين والأبرياء، وتهدف إلى مقاطعة إقامة كأس العالم في روسيا العام المقبل ونقلها إلى بلد مضيف”.
ولفتت الناشطة السورية إلى أن تنظيم الحملة بدأ منذ عدة أشهر، وانطلقت أولى فعالياتها في 29 تشرين الأول الفائت، باعتصام حاشد أمام السفارة الروسية في باريس، شارك فيه ناشطون من جنسيات مختلفة أبرزها العربية والفرنسية والأوكرانية، إضافة إلى ناشطين من الشيشان وجورجيا.
وأكد الناطق باسم الحملة، حسام المروح، أن نشاطات الحملة مستمرة من خلال الاعتصامات أمام الشركات التجارية الراعية للبطولة، وأمام السفارات الروسية، وأمام مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في زيوريخ لاحقًا.
لاقت الحملة تفاعلًا في الأوساط الغربية، فدعا عضو البرلمان الأوروبي والمرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، يانيك جادو، إلى مقاطعة المونديال عبر قناة “أي تي لي” الفرنسية، وقال “يجب على فرنسا ودول الاتحاد عدم المشاركة بالبطولة، للضغط على روسيا كي توقف القصف في سوريا”.
كذلك عبّر نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، نيك ليغ، في حديثٍ لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن دعمه للمقاطعة، مؤكدًا أن “روسيا يجب أن تدفع ثمن قصفها حلب”.
أيضًا، شارك الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، عبر صفحات الحملة الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا “جميع الأحرار في العالم” للمشاركة.
وتعتبر فكرة المقاطعة لحدث رياضي كبير يحصل في روسيا ليست جديدة، إذ قاطع 65 بلدًا دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في الاتحاد السوفيتي عام 1980، بسبب غزوه أفغانستان، وكان من أشهر الداعين لها الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، والملاكم الراحل محمد علي كلاي.
وأعلنت روسيا تدخلها الرسمي في سوريا أواخر أيلول 2015، وشنت هجمات على المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة حليفها الأسد، وأنشات قاعدة جوية في مطار حميميم في ريف اللاذقية، كما أكدت نيتها إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في الساحل السوري، الأمر الذي اعتبره مناهضو النظام “احتلالًا”.