المعارضة تعود إلى نقطة الصفر بعد معركتين قرب حلب

  • 2016/11/13
  • 12:49 ص
قوات الأسد داخل مشروع 1070 شقة في حلب - 8 تشرين الثاني 2016 (فيس بوك)

قوات الأسد داخل مشروع 1070 شقة في حلب - 8 تشرين الثاني 2016 (فيس بوك)

عنب بلدي – خاص

غدا تخوّف أهالي مدينة حلب من استمرار عمليات قوات الأسد قرب المدينة حقيقة، بعد تقدمها في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة غرب حلب، بدءًا من مشروع “1070 شقة”، وانتهاءً ببلدة منيان المجاورة و”ضاحية الأسد”، فجر السبت 12 تشرين الثاني، لتعود المعارضة إلى نقطة الصفر، بعد أن خسرت نقاطًا سيطرت عليها خلال معركتين، في آب وتشرين الأول الماضيين.

وبينما تتمترس فصائل المعارضة في نقاطها قرب “ضاحية الأسد”، التي تكمن أهميتها بوقوعها على تخوم الأكاديمية العسكرية، أهم موقعٍ عسكري للنظام في حلب، تحاول قوات الأخير التقدم إلى نقاط جديدة، في سعيٍ لتعزيز نفوذها في المنطقة، بعد أن ضمّت أكثر من عشر نقاط من ضمنها معملا الكرتون والأدوية، ومدرسة الحكمة، إلى مناطق سيطرتها خلال الأيام الماضية.

وصول القوات إلى تلك النقاط، جعلها في حالة هجوم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة، في كل من كتلة الصحفيين من جهة منيان، وخان العسل من طرف “ضاحية الأسد”، إضافة إلى احتمالية تقدم القوات عن طريق بلدة عقرب وسوق الجبس إلى منطقة “راشدين 4″، بينما فتح الطريق أمامها للوصول إلى منطقة “راشدين 5″، بعد سيطرتها على كل من تلة مؤتة ومدرسة الحكمة.

تلّتان غيّرتا سير المعارك

خسارة مشروع “1070 شقة”، الذي يتبع إداريًا لحي الحمدانية في المدينة، كان نقطة التحول في معارك حلب، فبعد أن سيطرت عليه مطلع آب الماضي، خلال المعركة الأولى التي فتحت خلالها طريقًا إلى الأحياء الشرقية لفترة وجيزة، عاد ليصبح مسرحًا للعمليات في المعركة التي بدأت 28 تشرين الأول الماضي، قبل أن تدخله قوات الأسد.

منذ أواخر أيلول الماضي، سيطرت قوات الأسد والميليشيات الرديفة على تلة أحد، وهي عبارة عن مرتفع  يطل على مشروع “1070 شقة” من الجهة الجنوبية، ما أدى إلى رصد المنطقة ناريًا، ورغم محاولات المعارضة استعادة التلة، إلا أن الميليشيات الرديفة حافظت على ثباتها وتمركزها في المنطقة، كما ساهمت خسارة تلة مؤتة المطلة مباشرة على المشروع، والمحاذية لمدرسة الحكمة من الجهة الشرقية، في وقوع مقاتلي “جيش الفتح” تحت نيران قوات الأسد.

المعارضة تؤكد: سنستعيد زمام المبادرة

القائد العسكري في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، بلال الدوري، والمسؤول عن إحدى النقاط في ضاحية “الأسد”، قال لعنب بلدي إن التطورات والأوضاع العسكرية شهدت تقلباتٍ كثيرة في الأيام الأخيرة، “بسبب الهجوم الشرس الذي تعرضت له النقاط المحررة حديثًا في المنطقة”.

واعتبر الدوري أنه “لا يمكن لأعتى الجيوش والمقاتلين أن تصمد هذا الصمود العظيم، في صد هجمات الميليشيات الطائفية”، مردفًا “ببساطة هناك ما لا يقل عن خمسة مطارات مجهّزة بكافة أنواع الأسلحة والطائرات، مهمتها قصف منطقة لا تتجاوز مساحتها بضعة كيلو مترات قليلة، هذا وحده كفيلٌ بإسقاط أي منطقة، ناهيك عن راجمات الصواريخ والبوارج الروسية في البحر التي لم تهدأ في قصف المناطق التي تشهد معارك”.

حديث القائد العسكري وصفه بأنه “نصف القضية”، مشيرًا إلى أن النصف الآخر يتبع للأعداد الضخمة التي يرسلها الأسد للسيطرة على نقطة واحدة، “فمثلًا في ضاحية الأسد لكي يسيطر على مبنىً من عدة طوابق، خسر قرابة 20 مقاتلًا، من أصل أكثر من 100 كانت مهمتهم دخول البناء فقط”.

ويرى الدوري أن ما جرى خلال المعركة كان إنجازًا عسكريًا، “فالخاسر اليوم هو من يخسر العنصر البشري وليس المناطق، ولكن الأسد وميليشاته لا يهتم بمقاتليه”، مؤكدًا أن “الحرب كر وفر وخسارة نقطة معينة لا تعني نهاية المعركة، وسنجهز أنفسنا لاستعادة زمام المبادرة”.

المعركة الثانية جاءت بعد خسارة المعارضة نقاطًا تقدمت إليها آب الماضي، وأبرزها: منطقة الراموسة والكليات العسكرية، بينما خسرت الفصائل فرصتها في السيطرة على مشروع “3000 شقة” والأكاديمية، الأمر الذي سعت إليه مع بداية المعركة لإحكام نفوذها على دوار الحمدانية (الموت)، ما يجعل الطريق سالكًا باتجاه الأحياء المحاصرة، التي كانت ستدخلها من بوابة حي صلاح الدين.

ووفق مصادر عنب بلدي فإن ما حدث في مشروع “1070 شقة”، أثّر بشكل كبير على نفسية المقاتلين، ما دعا الكثير منهم للانسحاب وإخلاء نقاطٍ في ضاحية “الأسد”، بعد معارك كر وفر فيها مساء الجمعة 11 تشرين الثاني، وبينما تُجهّز فصائل “جيش الفتح” لإيقاف زحف قوات الأسد في المنطقة، يبدو أن معارك فك الحصار ستهدأ قليلًا ريثما تستعيد المعارضة أنفاسها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا