شيار عمر – الحسكة
نشأت علاقات تجارية بين مدينة منبج في ريف مدينة حلب ومدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، عبر الطريق الدولي الذي يمر من شمال مدينة الرقة التي تقع تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مرورًا بمدينة عين العرب “كوباني”على الحدود السورية- التركية.
وافتتح الطريق التجاري بين الحسكة ومدينة منبج من جديد، ليكون مصدر رزق للأهالي والسكان في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا من جهة، وطريقًا يمر عبره مئات المسافرين من مدينة دمشق إلى منبج، بعد ثلاثة أعوام من انقطاعه نتيجة سيطرة التنظيم على الطريق الدولي وإحكام سيطرته على مدينة منبج التجارية والعديد من المناطق في الشمال السوري.
إنعاش للاقتصاد بعد انقطاع تام
فتح الطريق التجاري بين شمال وشرق سوريا على طول الحدود التركية، بعد تمكن قوات “سوريا الديمقراطية” بمساندة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من طرد تنظيم “الدولة”من مدينة منبج وريفها، في آب الماضي، وتأمين الطريف الدولي الممتد من منبج نحو ريف الرقة الشمالي، ومن ثم إلى محافظة الحسكة ومدينة القامشلي.
يقول التاجر فرحان بطيخة لعنب بلدي “بعد فتح طريق منبج- القامشلي، أصبحت عملية نقل البضائع والمواد التجارية من منبج إلى القامشلي وبالعكس سهلة، بعد أن قطعت بشكل تام خلال فترة سيطرة التنظيم على منبج، إضافة إلى أن الطريق أصبح مؤمّنًا بشكل كامل”.
بطيخة يشير إلى أن “الطريق الآن لا يشتمل فقط على العمليات التجارية والبضائع، بل بالإمكان نقل الأدوية وكافة المواد الصحية الأساسية من مدينة الحسكة إلى منبج بكميات كبيرة”.
انتعش الاقتصاد بين المدينتين، وامتد ليشمل ويرتبط مع كافة مناطق الجزيرة السورية إلى جانب انخفاض لأسعار بعض المواد الغذائية وغيرها في مدينة منبج.
لكنّ العمليات التجارية والأسعار ما تزال مرتبطة بمنظومة الحصار الاقتصادي الذي تعانيه منطقة الجزيرة، إذ تغلق حدودها الشمالية مع تركيا، ومعبر سيمالكا منفذها الوحيد إلى كردستان العراق.
من دمشق إلى القامشلي والهدف منبج
في الآونة الأخيرة، وجد الشباب طريقة جديدة للوصول إلى منبج، عن طريق مدينة القامشلي.
يقول محمد الأحمد طالب من منبج ويدرس في جامعة دمشق لعنب بلدي، “انقطعت عن أهلي وإخوتي لمدة ثلاث سنوات، أثناء سيطرة تنظيم الدولة على المدينة، وعلى الرغم من أن الطريق البري كان من الممكن المرور فيه، إلا أنه مشوب بالمخاطر”.
الطريقة السهلة التي يتبعها العديد من الشباب الذين ينحدرون من مدينة منبج أو القرى المحيطة بها، تأتي بعد رحلة جوية من دمشق إلى مطار القامشلي، بحسب محمد.
يتم حجز تذكرة الطائرة من مطار دمشق الدولي، وبعد الوصول إلى القامشلي يستقل المسافرون “فانات” مخصصة لنقل الركاب من المدينة إلى منبج مرورًا بقرية عين عيسى المحاذية لمنبج.
انقطع العديد من شباب مدينة منبج الذين يتلقون التعليم في الجامعات أو من يعمل منهم، عن التواصل مع أهلهم وعائلاتهم في المدينة، فالسفر برًا من دمشق إلى ريف حلب أصبح مستحيلًا، نظرًا لكثرة الحواجز التابعة للنظام وتنظيم “الدولة” على الطريق المؤدي إلى المدينة، الأمر الذي دفعهم لاتباع الطريق الجديد، والذي وفر لهم قسطًا من الأمن بالنسبة للطرق الأخرى.