دراجات “تختفي” في إدلب ومساعٍ لاستخدام “GPS” في استرجاعها
طارق أبو زياد – إدلب
“لا يخلو يوم دون شكوى لسرقة دراجة نارية في مدينة إدلب، ونلقي القبض على سارقين عدة مرات في كل أسبوع، هذه الظاهرة منتشرة كثيرًا للأسف ونسعى جاهدين لاحتوائها ومحاربتها”، هذا ما قاله أبو الحارث شنتوت، مسؤول القوة التنفيذية في مدينة إدلب، وهو ما يعكس حجم انتشار الظاهرة.
باسل جمالي، مواطنٌ من إدلب، سرقت له دراجتان في فترة زمنية قصيرة، تحدث لعنب بلدي عن أسباب انتشار سرقة الدراجات، بالقول “قليلون هنا من لا يعرفون كيف يشغلّون (الموتورات) بدون المفتاح الرئيسي، إنه أمر سهل جدًا وليس من الضروري أن يكون السارق محترفًا أو خبيرًا، كما أن الدراجة النارية يمكن إخفاؤها بشكل سهل في أي بيت أو مكان لا تراه العامة”.
وأضاف “لا ننسى أيضًا كثرة وجودها وقلة تنوعها الأمر الذي يسهل بيعها بشكل كبير، كل (موتور) قطرة في بحر الدراجات، فكيف يمكن أن تميزه بعدما يتم تغيير اللون والشكل الخارجي”.
الفقر من أهم الأسباب
منير عطون يملك دكانًا لصيانة الدرجات النارية وبيعها، أوضح لعنب بلدي أن “أغلب سارقي الدراجات ليسوا من أصحاب السوابق، ومنهم من يعرف بالأخلاق الجيدة، لكنّ الوضع المادي الصعب الذي نعيشه جميعًا اليوم هو الدافع الأكبر للسرقة”. وأكّد “حقيقة لا يمكن إنكارها أن بعض النفوس لا تتحمل جوع أطفالها وتستسيغ السرقة لإطعامهم دون التفكير في الحلال والحرام، وتعتمد هذه النوعية من الأشخاص على سرقة الدراجات النارية لأنها سهلة السرقة وسهلة البيع لا تحتاج للخبرة والخطر كثيرًا، كما أن ثمنها الذي يتراوح بين 300 إلى 450 ألف ليرة يمكنك من العيش شهرين”.
ماذا تفعل إن تعرضت دراجتك للسرقة؟
يوضح باسل جمالي الإجراءات التي يجب القيام بها في حال تعرض أحدهم للسرقة، حسب تجربته، وقال “بداية تستفسر من أهالي المنطقة التي تمت بها السرقة عن حركة غريبة أو ما شابه، لربما يكون أحدهم قد رأى السارق ويعرفه، بعدها تبلّغ الأجهزة الأمنية في إدلب وتعطيهم مواصفات الدراجة ورقم هيكلها، لأنه يوجد لديهم عددٌ من الدراجات المسروقة التي تمت مصادرتها عند إلقاء القبض على السارقين، وربما تكون دراجتك من بينهم أو أنها ستقع لاحقًا في متناولهم، وقد حدث هذا الأمر مع أحد أصدقائي منذ فترة”.
لكن باسل استدرك بأن الأهمّ هو أن تقوم بتأمين دراجتك ووضعها في مكان آمن يمنع سرقتها، والأفضل أن تجد لها مكانًا داخل المنزل.
أبو الحارث شنتوت، مسؤول القوة التنفيذية في مدينة إدلب، أوضح لعنب بلدي أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات التي تحارب السرقة، وتم تسيير دوريات على مدار الـ 24 ساعة لحماية الممتلكات، كما تم التنسيق مع وجهاء كل حي من أحياء المدينة ليجمعوا عددًا من شباب الحي ويتولوا حمايته من السرقة والتواصل بشكل مباشر مع القوة التنفيذية لترسل لهم دورية أمن لمعالجة المشاكل.
“GPS” لحماية الدراجات النارية
محمود العبود يملك متجرًا لبيع قطع وإكسسوارات الدراجات النارية في مدينة أريحا بريف إدلب، تحدث عن الطرق المتبعة في حماية الدراجات النارية من السرقة، عبر أجهزة حساسة تركب داخلها وتقوم بإصدار صوت عالٍ في حال تعرضت الدراجة للحركة دون تشغيلها بطريقة نظامية.
ولهذه الحساسات عدة أنواع، فالقديم منها وجد له حلّ من قبل السارق عن طريق فصل بطارية الدراجة التي تغذي الجهاز، ولكن هذه الأجهزة تتطور ومنها من يعمل حاليًا ببطارية منعزلة عن البطارية الرئيسية.
وأضاف محمود أنه يدرس إمكانية وضع متتبع “GPS” داخل الدراجة، يعطي إشارة من الأقمار الصناعية لجهاز صاحب الدراجة ويمكنه من معرفة مكانها في حال السرقة، ولكن هذا الأمر يبدو متطورًا ويوجد صعوبات حقيقية في تأمين القطع اللازمة، مؤكدًا “ربما تكون مكلفة ولكنني أسعى لأن أصل لهذا الهدف ولو كان بعيدًا”.
تعتبر الدراجة النارية وسيلة النقل الأساسية في محافظة إدلب عمومًا فهي رخيصة الثمن نسبيًا، وتوفر إمكانية التحرك والتنقل، وأصبح من الضروري وجود وسيلة لكل عائلة في ظل غياب الخدمات والمواصلات العامة التي كانت تغطي هذا الجانب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :