أوضحت حركة “نور الدين الزنكي” تفاصيل خلافها، مع تجمع “فاستقم كما أمرت”، بعد أسبوع على مهاجمة الحركة وجبهة “فتح الشام” وكتائب “أبو عمارة”، مقرات التجمع في مدينة حلب.
وحصلت عنب بلدي على نسخة من بيان الحركة، الذي نشرته ظهر اليوم، الجمعة 11 تشرين الثاني، واعتبرت فيه أن “الهجمة الإعلامية الشرسة تستهدف هويتها الثورة ومشروعها الوطني وتوجهها السياسي المستقل”.
وأشار البيان إلى أن الهجمة “محاولات مدفوعة الأجر لشيطنة الحركة، وموجهة من فريق يحاول الإيحاء بأنه ضحية بينما يعلم القاصي و الداني بتجاوزاته”، في إشارة إلى “صقر أبو قتيبة”، قائد تجمع “فاستقم”.
“شرارة الأزمة” كما وصفها بيان الحركة، بدأت حين خطف “أبو بشير معارة”، القائد العسكري لغرفة عمليات “فتح حلب”، في بداية معركة “مفصلية” مع نظام الأسد، متهمًا أبو قتيبة بخطفه.
تفاصيل إلقاء القبض على الخلية الأمنية
فوجئت الحركة بالخلية الأمنية التي ألقي القبض عليها، وبحجم جرائمها، وفق البيان، وذكر أن أبرزها “محاولة اغتيال مهنا جفالة (أبو بكري)، قائد كتائب أبو عمارة”، وبترت ساقاه إثرها، مشيرةً إلى أن الخلية “تلقت أوامرها مباشرة من أبو قتيبة، وأن الشخصية الموضوعة على لائحة الاغتيالات هي عمر سلخو، قائد قطاع حلب في الحركة”.
“منعًا لتعكير صفو الجو على أهلنا المحاصرين في حلب أو التنغيص على المقاتلين لفك الحصار”، أمرت قيادة الحركة بالتكتم على الأمر، معتبرة أن خطف أبو معارة قبل ساعات من بدء المعركة، “فجّر الوضع بين الزنكي من جهة وأبو عمارة وتجمع فاستقم”، وفق البيان.
وتساءلت الحركة في بيانها “كيف تتهم الزنكي باستباحة الدماء، فالشهيد الوحيد إثر الخلاف هو أبو عادل من الحركة، وكافة الجرحى منها، وكيف تتهم بالتعاون مع فصائل وتخطط لاجتثاث التجمع، وهي لا تعلم بالحادث إلى بعد ساعات من حدوثها”.
لم تنجح اللجنة التي شكلتها “الجبهة الشامية” لحل الخلاف بين الفصائل المتنازعة، واستقالت قبل أيام “لتعذر إلزامها الأطراف والامتثال لها”، وذكر البيان أن الحركة لم تشترط فصيلًا بعينه لضمان الاتفاق، “وكل ما أشيع عن ذلك محض افتراء وكذب”.
الحركة مستعدة للاحتكام
وختمت “الزنكي” بيانها معلنة استعدادها التام، ودون أي شروط “للنزول تحت حكم لجنة شرعية مرتضاة”، مطالبة الفصائل بحمايتها وضمان تنفيذ قراراتها، ومؤكدة “أخواننا في التجمع سندنا ضد نظام الأسد والمشكلة مع شخص صقر أبو قتيبة ومن يسانده في ظلمه فقط”.
وكانت عنب بلدي تحدثت وقت الحادثة إلى زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي في تجمع “فاستقم”، وقال إن “كتائب أبو عمارة بدأت الهجوم ليلًا، ووضعت يدها على المقر الرئيسي للتجمع، بعد أن أحدثت نهبًا وسرقة فيه، كما حاول مقاتلوها السيطرة على باقي المقرات”.
واعتبر ملاحفجي أن قائد “أبو عمارة”، مهنا جفالة (أبو بكري)، طالب بتسليم شخص من التجمع، بحجة أنه ضالع بمحاولة اغتياله السابقة، فما كان من التجمع إلا أن سلمه إياه فورًا، لتدّعي “أبو عمارة” ضلوع قائد “فاستقم”، صقر أبو قتيبة، بمحاولة اغتياله.
كما أشار رئيس المكتب السياسي إلى أن الفصائل المعنية طرحت لجنة شرعية للوقوف على المسألة، فوافق أبو قتيبة، لكنه رفض الذهاب إلى مقر جبهة “فتح الشام”، إلا أنهم شددوا على ذلك، وتابع “هي حالة من الإذلال مهينة جدًا، من قبل فتح الشام والزنكي وأبو عمارة”.
بينما تحاول قوات الأسد اقتحام الضاحية التي تقدمت إليها المعارضة مع بدء معاركها نهاية تشرين الأول الماضي، يتهم ناشطو المدينة الفصائل “بتشتيت الصف”، مطالبين بنبذ الخلافات والتوحد ضد النظام.
–