خمسة مواقف لإدارة أوباما اعتبرها السوريون “تخاذلًا” لصالح الأسد
وصلت ولاية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى نهايتها، إذ سيغادر البيت الأبيض دون رجعة أواخر العام الجاري، ليجلس مكانه الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، دونالد ترامب.
حدث غير متوقع، فهيلاري كلينتون كانت المرشحة المرجح دخولها البيت الأبيض بنسبة تفوق ترامب، ما جعل الحدث الرئاسي حديث العالم بأجمعه، وأثّر على الأسواق الاقتصادية في عشرات الدول الغربية والعربية.
في سوريا، تناول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي حدث فوز ترامب بتباين واضح، بين نقد وصدمة وسخرية، وآخرون رحبوا بفوزه ليس محبة به وبتصريحاته الجدلية، لكنهم عاصروا دور الرئيس السابق، ذي النهج المتردّد في سوريا، وكيف ساهم في تأجيج الحرب.
وبهذه المناسبة، تسلّط عنب بلدي الضوء على خمس مواقف اعتبرها ناشطون “تخاذلية” لإدارة أوباما تجاه القضية السورية:
وعد بمعاقبة الأسد بعد الكيماوي وتراجع
عقب هجوم كيماوي لقوات الأسد ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، 21 آب 2013، أعلنت إدارة أوباما نيتها شن هجوم عسكري محدود ضد النظام السوري، كإجراء عقابي رادع.
لكن ما لبث الرئيس الأمريكي أن تراجع عن قراره، بعد اتفاق مع روسيا، أجبر الأسد على التخلي عن ترسانته الكيماوية.
وهو ما فتح باب استخدام أسلحة أخرى ذات قدرة تدميرية كبيرة، كالبراميل المتفجرة، والغازات السامة على نطاق واسع، وسط تغاضي الأمريكيين عن الانتهاكات.
السلاح ضد “داعش” والتدريب فاشل
ازدواجية النهج السياسي لإدارة أوباما، فيما يتعلق بالوضع في سوريا، كان حاضرًا في قراراتها، إذ أعلنت وقوفها ضد النظام السوري، وأكدت عدم شرعيته، لكنها منعت تدفق أي سلاح نوعي لمواجهة قواته.
في حين دعمت إدارته الفصائل الكردية والعربية عسكريًا ولوجستيًا لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأنشأت تحالفًا واسعًا قبل عامين لتوجيه ضربات جوية على مناطق التنظيم تحديدًا، وهو ما جعل الأسد أكثر ارتياحًا في دمشق.
أجرت إدارة أوباما برنامج تدريب لعدد من فصائل “الجيش الحر” خلال عام 2015، ما لبث أن اتضح فشله الذريع، من الناحية اللوجستية والأمنية، ولا سيما بعدما قضت “جبهة النصرة” على بعض الفصائل المتدربة بشكل كامل.
وقفت ضد حظر الطيران وإنشاء منطقة عازلة
ولم تقتصر سياسة أوباما على منع تدفق السلاح النوعي، بل وقفت حاجزًا منيعًا أمام أي قرار يتيح إنشاء منطقة حظر طيران فوق سوريا، لمنع طائرات الأسد من استهداف المدنيين بشتى أنواع الصواريخ والقنابل.
كذلك عارضت إدارة أوباما مرارًا نية تركيا إنشاء منطقة عازلة قرب شريطها الحدودي شمال سوريا، وحالت دون صدور قرار دولي يدعمها، رغم الإرادة الدولية المتوفرة.
منع تسليح “الجيش الحر” بمضادات طيران
رفض أوباما تسليح “الجيش الحر” بمضادات الطيران، وشددت إدارته على منع تدفق مثل هذه الأسلحة إلى أيادي “الثوار”، وهو ما تسبب بتفاقم الوضع الأمني والعسكري، وازدادت رقعة المناطق المدمرة على امتداد الأراضي السورية.
ولا تزال فصائل “الحر” تواجه آلة الحرب الروسية والسورية على حد سواء، دون امتلاكها صواريخ “أرض- جو” تحول دون القصف والتدمير المستمر حتى الساعة.
تغاضى عن النفوذ الروسي والإيراني في سوريا
سياسة أوباما في سوريا قوبلت بتعاظم نفوذ إيران وروسيا فيها، فدخلت هاتين الدولتين الحرب إلى جانب الأسد، ما زاد من تعقيد المسألة.
في العام الثاني للثورة السورية، دخلت إيران على خط المواجهة، فانتدبت ميليشيات من “الحرس الثوري” وأخرى لبنانية وأفغانية وباكستانية وعراقية، كما ساهمت في تدريب ميليشيات محلية طائفية، لتقف جميعها أمام فصائل المعارضة.
كذلك أعلنت روسيا دخولها الحرب رسميًا أواخر أيلول من العام الماضي، وأحدثت متغيرات كبيرة أدت إلى إنقاذ الأسد من الانهيارات التي عانى منها جيشه في النصف الأول من العام 2015، وتستمر حتى اليوم في دعم قواته، في ظل تغاضي الإدارة الأمريكية.
شغلت هيلاري كلينتون منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة في عهد أوباما بين عامي 2009-2013، ولم تسهم في إيجاد مخرج للقضية السورية آنذاك.
بينما أعلن ترامب، وهو الرئيس المقبل في البيت الأبيض، عدم نيته محاربة الأسد أيضًا، وهو ما جعل شريحة واسعة من السوريين يرجحون أن سياسة واشنطن لن تتغير في سوريا مهما اختلفت هوية الرئيس واتجاهه الحزبي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :