عنب بلدي – خاص
استفادت قوات الأسد والميليشيات الرديفة لها من حالة التخبط بين فصائل الغوطة الشرقية، المستمرة منذ سبعة أشهر تقريبًا، والخلافات التي لم تجد حتى يومنا هذا طريقًا للحل، رغم الوساطات المتعددة وضغط الحراك الثوري.
وسيطرت قوات الأسد صباح الأحد، 30 تشرين الأول، على منطقتي تل كردي وتل صوان في الغوطة الشرقية، بعد محاولات حثيثة لفصيل “جيش الإسلام”، حاول من خلالها التصدي للاقتحامات المتكررة منذ أيلول الفائت، في ظل هجمات عنيفة وغير مسبوقة.
وأطلق ناشطو الغوطة نداءات متكررة لفصائل المعارضة، لإرسال مؤازرات إلى جبهة تل كردي، دون ردود إيجابية تكبح تقدم النظام، في ظل ازدياد هوة الخلاف بين الفصيلين الرئيسيين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، ما حال دون حدوث تعاون مشترك بينهما منذ مطلع العام الجاري.
وتقع المنطقتان شرق الغوطة الشرقية، حيث تقدمت قوات الأسد في ذات المحور منذ تموز الفائت، وسيطرت تباعًا على قرى وبلدات ميدعا وحوش الفارة وحوش نصري، ومزارع الريحان، لتصبح على أطراف بلدة الشيفونية التابعة لمدينة دوما.
“الغوطة إلى أين؟”.. مؤتمر يناقش التطورات “الخطيرة”
وعقد المجلس العسكري في دمشق وريفها، مؤتمرًا طارئًا تحت اسم “الغوطة إلى أين”، مساء الاثنين 31 تشرين الأول، تناول فيه إعادة الوحدة بين الفصائل وإنقاذ الغوطة من التداعيات التي أصابتها في الفترة الأخيرة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الغوطة أن المجلس العسكري دعا فصيلي “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” وكافة الفصائل العاملة في الغوطة، والفعاليات المدنية والأهلية في الغوطة الشرقية للمشاركة في المؤتمر، بالإضافة للفعاليات وقادة الفصائل، ومشاركة العقيد أسعد الزعبي في المؤتمر عبر الإنترنت.
وحذّر الزعبي القادة وأهالي الغوطة من نية النظام السوري وإيران وروسيا السيطرة على المنطقة، إضافة لوضعها في خطة التهجير التي يتبعها في عدة مناطق، كونها تشكل خطرًا كبيرًا كباقي المدن مثل درعا وحلب.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رواية، مفادها إيقاف حاجز تابع لـ “فيلق الرحمن” قبل بلدة حمورية وفدًا من قادات “جيش الإسلام” و منعهم من الدخول، رغم تعهد المجلس العسكري بتسهيل دخول جميع المدعوين إلى المؤتمر، إضافة لوجود سيارة من الشرطة ترافق الوفود، لكن الحاجز حال دون دخول الوفد.
حراك ثوري ضاغط على الفصائل
ودعا ناشطو “الحراك الثوري” في ريف دمشق، الأربعاء 2 تشرين الثاني، إلى إضراب شامل في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ردًا على الخلافات المستمرة بين فصيلي “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، ورصد مراسل عنب بلدي مظاهرة خرج فيها عشرات الناشطين من “الحراك الثوري”، جالت معظم مناطق القطاع الأوسط ومدينة دوما في الغوطة الشرقية.
ودعت المظاهرة إلى إضراب شامل في المنطقة، كوسيلة للضغط على الفصائل المتناحرة، وطالبت بإعادة الحقوق لأصحابها، وإنقاذ الغوطة الشرقية، وتوحيد عموم فصائلها.
أيضًا خرجت مظاهرة شعبية ضمن “الحراك الثوري” في الغوطة الشرقية، ظهر الجمعة 4 تشرين الأول، طالبت بتحقيق المطالب الأربعة والتي ينادون بها، وهي إزالة الحواجز بين المدن، وإنشاء غرفة عمليات موحدة، وإمداد الجبهات بالسلاح النوعي، وإشعال الجبهات النائمة، إضافة إلى محاسبة الملثمين الذين أطلقوا النار على المتظاهرين السلميين الشهر الفائت.
ويعود الخلاف بين الطرفين إلى نيسان الماضي، إذ تطور إلى اقتتال واشتباكات مباشرة، قبل أن تهدأ الأمور بينهما، دون أن تعود إلى نصابها الطبيعي من تعاون عسكري في مواجهة قوات الأسد، ليعود الخلاف ويطفو على السطح في 21 من الشهرالماضي، بعد إعلان “اللجنة السداسية” المخولة بحل الخلاف بينهما إنهاء مهامها.
وعزز الحراك الشعبي إطلاق رصاص على متظاهرين سلميين من قبل عناصر “الفيلق”، وعدم إذعان “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” للطلبات الشعبية بإعادة سلاح “جيش الإسلام”، رغم الواقع الميداني الذي يصب رويدًا في صالح خطة الأسد بإحكام الطوق العسكري على مدينة دمشق.