أحمد الشامي
الحاخام “إسحاق يوسف” هو شخصية محترمة في “إسرائيل” فهو “حاخام بن حاخام” والده “اوفاديا يوسف” كان أكبر حاخامات مصر وأول من قبل مبدأ “مقايضة اﻷرض بالسلام”.
ماذا قال حاخام طائفة “السيفاراد” في الدولة العبرية لدى لقائه برئيس دولته في حضور وفد من مسلمي فلسطين؟
الرجل قال كلمة حق، مازلنا نكررها منذ سنوات. خلاصة ما قاله الحاخام “إسحاق يوسف” هو أن “المسلمين السنة في المشرق يعيشون محرقة حقيقية تجوز مقارنتها بالهولوكوست الذي تعرض له اليهود على يد النازيين وأن على اليهود ألا يصمتوا على المجزرة التي تقع في سوريا…”.
الرجل ليس “داعشيًا” ولا “وهابيًا” ولا أحد يستطيع اتهامه بالتواطؤ مع السوريين.
لنقل إن الحاخام يوسف هو مثل والده الراحل، رجل محب للسلام وللعرب ويكره الحرب والقتل… هل من “يهودي” آخر لديه خطاب مشابه؟
لعل البروفسور “إيال زيسر” يعرفنا كسوريين أكثر مما نعرف أنفسنا، فهو مؤلف كتاب “باسم اﻷب، بشار اﻷسد السنوات اﻷولى في الحكم”، وهو تلميذ البروفسور “ايتامار رابينوفيتش” سفير إسرائيل السابق في واشنطن ورئيس وفد الدولة العبرية لمفاوضات “السلام” مع نظام اﻷسد أيام حكومة الراحل “رابين”.
إيال زيسر صرح في مقالة نشرتها صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “نظام اﻷسد في دمشق والنظام الطائفي في بغداد يقومان باقتلاع السنة من الهلال الخصيب بشكل ممنهج، بدعم إيراني وبمشاركة روسية وأمريكية. فبشار اﻷسد قام بتهجير ثمانية ملايين سني ويخطط لطرد ثلاثة ملايين آخرين، من أصل عشرين مليون سني في المنطقة، بقي هناك فقط أربعة ملايين…”
يأتي خطاب اﻷكاديمي اﻹسرائيلي مطابقًا لما يقوله الحاخام اليهودي الشرقي ويؤكد ما ذهبنا إليه منذ مجزرة الكيماوي والصفقة الشائنة التي عقدها الرباعي الشيطاني (بوتين، أوباما، اﻷسد والولي الفقيه) لتغيير ديموغرافيا الشام عبر إبادة السنة وتهجير من بقي منهم حيًا على مبدأ “السني الجيد هو السني الميت”.
على اﻷغلب، لو كان الانقلاب اﻹجرامي في تموز الماضي قد نجح، لكان مصير السنة في تركيا مشابهًا لمصير أشقائهم في الهلال الخصيب.
يختلف وجه القاتل في العراق وسوريا ولا يختلف وجه الضحية، في كل الحالات القاتل هو علوي، شيعي، أسدي، روسي، إيراني، أمريكي… وفي كل الحالات الضحية هو مسلم سني! هل هذه مصادفة؟
بحسب ما ذكره خبراء “العدو” اﻹسرائيلي، الذي تبين أنه أكثر إنسانية من بعض من حسبهم السنة “أصدقاء”… ليس اﻷمر مصادفة بل هي محرقة حقيقية ومنهجية تلتهم أهل السنة بمئات الآلاف في ظل مشاركة عالمية وتواطؤ كامل من قبل كل أنظمة الظلام الحاكمة في المنطقة.
الشقيقة الكبرى “مصر” ليست فقط لامبالية بالمذبحة بل إن نظام “السيسي” يشارك فيها عبر ذخائره ومستشاريه، بعدما قتل “جزار رابعة” سنة مصر بحجة أنهم “إخوان” هاهو يشارك في قتل سنة الشام بحجة أنهم “إرهابيون”.
اﻷتراك يظنون أن نار المحرقة لن تلتهمهم إن هم تفاهموا مع السفاح الروسي واﻹيراني ولسان حالهم يقول “ياروح ما بعدك روح”.
“النشامى” منشغلون بحماية حدود الجار العبري وبمنع السنة الفارين من الدخول إلى المملكة الهاشمية.
أما اﻷشقاء الخليجيون فهم منشغلون عن المحرقة بأمور جلل، مثل إدارة استثماراتهم وتوظيف شركات إعلامية لتحسين صورتهم لدى “المعلم” اﻷمريكي.
ماذا عن مثقفي العرب ووسائل اﻹعلام المسلمة؟ أليس دور هؤلاء هو فضح المجزرة وتنبيه النيام إلى مصيرهم؟ لا، فهؤلاء مشغولون “بثلاجة السيسي التي لم يكن فيها سوى الماء طيلة عشر سنوات…”.
في هذه اﻷثناء، يتأهب “زلمة بوتين” لدخول البيت اﻷبيض وذبح السنة الذين لم يتمكن “أوباما” من ذبحهم… بسبب ضيق الوقت.